نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 32
مرتين، فرجع منهماخائبا[1]. فأخذ يغزو مناطق خراسان الشاقة الوعرة، فقد غزا غرجستان فصالحه ملكها، وغزا الغور، وغنم منها أموالا كثيرة[2].
وفي سنة تسع ومائة أمر هشام خالدا القسري بتنحيه أخيه أسد عن خراسان، لأنه تعصب لليمانية، حتى أفسد الناس، وأهان المضرية، وضرب نصر بن سيار، ونفرا معه من مضر بالسياط، وحلقهم وسيرهم إلى أخيه مدعيا أنهم أرادوا الوثوب به[3]. فاستدعاه خالد، فاستخلف على خراسان الحكم بن عوانة الكلبي، فأقام بها صيفا. ثم ولاها هشام أشرس بن عبد الله السلمي. وكان رجلا فاضلا خيرا، وكان يسمى الكامل بفضله[4]. فافتتح عهده بمحاولته إصلاح الأوضاع المتردية بسمرقند، فدعا أهلها إلى الإسلام على أن ترفع عنهم الجزية، ووجه إليهم أبا الصيداء صالح بن طريف، وساعده في مهمته الحسن بن أبي العمرطة الكندي، عامل سمرقند، فدخلوا فيه أفواجا، وشيدوا المساجد، فكتب غوزك إخشيد سمرقند إلى أشرس أن الخراج انكسر لكثرة الداخلين في الإسلام، وقلة ما يجبى ممن بقي من أهل سمرقند على دينه. فضيق أشرس على الذين أسلموا، وسقطت عنهم الجزية، وراح يطالبهم بالاختتان، وإقامة الفرائض، وقراءة سورة من القرآن. ثم أقصى الحسن بن أبي العمرطة الكندي عن سمرقند، وعين مكانه هانئ بن هانئ، وأمره بأخذ الجزية ممن كانت تؤخذ منه. فامتنع أهل سمرقند عليه، واعتزلوا في سبعة آلاف على مقربة من سمرقند، وانضم إليهم أبو الصيداء، وعدد من تميم والأزد وبكر. فقبض هانئ على رؤساء العرب الذين ناصروا الترك، وأرسلهم إلى مرو الشاهجان. وألح في جمع الجزية، واستهان بعظماء العجم والدهاقين، وأساء معاملتهم، فثار الصغد وأهل بخارى ثورة عارمة، واستنصروا الترك، فخرج أشرس إليهم غازيا، وأقام بآمل على شط نهر جيحون الغربي أشهرا. ثم قطع قطن بن قتيبة بن مسلم النهر، فأطبق عليه الصغد والترك وأهل بخارى، وشلوا قوته، فلم يستطع التقدم ولا التأخر، فوجه إليه أشرس كتيبة فكت عليه [1] الطبري 9: 1492، وابن الأثير 5: 139. [2] الطبري 9: 1489، وابن الأثير 5: 139. [3] فتوح البلدان ص: 417، والطبري 9: 1497، وابن الأثير 5: 142. [4] الطبري 9: 1502.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 32