نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 37
سيار الكناني، فجفا اليمانية وربيعة، وفصلهم من الوظائف، وأعطاها للمضرية أربع سنوات[1]. وعمرت خراسان في ولايته عمارة لم تعمرها من قبل، وأحسن السيرة والجباية، ووضع الخراج عمن أسلم[2].
واستهل نصر ولايته بمقاتلة الترك إذ غزا ما وراء النهر من جهة باب الحديد، ثم قصد سمرقند مارا بورغسر، ومنها اتجه إلى الشاش، فحال بينه وبين قطع نهر الشاش كورصول التركي، والحارث بن سريج، ولكن جيشه الكثيف الذي كان يتألف من العرب، ومن أهل بخارى وسمرقند وأشروسنة، سرعان ما تغلب على الترك، وقتل زعيمهم كورصول، فاقتحم نصر الشاش، فتلقاه ملكها بالصلح والهدية والرهائن. وكان من نصوص الصلح أن يخرج الحارث بن سريج من بلاده فأخرجه إلى فاراب. ومضى نصر إلى فرغانة، فصالحه صاحبها بعد محاصرة قاسية[3].
وكان نصر خبيرا بخراسان ومشكلاتها التي تهم العرب والأعاجم، إذ عاش بها أكثر عمره متنقلا في المناصب الرسمية الإدارية والعسكرية، فبذل جهدا كبيرا لإصلاح أوضاعها السيئة، إذ عدل عن العصبية القبيلة، لأنه أحس بعمق قيمة الوحدة، وأثرها في صيانة السيادة العربية وحمايتها من العدو الخارجي، فعامل القبائل بالإنصاف، مع أنه انحاز في صدر ولايته إلى مضر، واطرح الأزد وربيعة، كما غضب على قيس بعد أن حاول يوسف بن عمر الثقفي تنحيته عن الحكم[4]. وعمل على تحسين أحوال أهل خراسان الأصليين، وبين خطته الإصلاحية في خطبة ألقاها بجامع مرو الشاهاجان، قال فيها: "استعملت عليكم منصور بن عمر بن أبي الخرقاء، وأمرته بالعدل عليكم. فأيما رجل منكم من المسلمين كان يؤخذ منه جزية من رأسه. أو ثقل عليه في خراجه، وخفف مثل ذلك عن المشركين، فليرفع ذلك إليه، يحوله عن المسلم إلى المشرك". فما كانت الجمعة الثانية حتى أتاه ثلاثون ألف مسلم كانوا يؤدون الجزية عن رؤوسهم، [1] الدينوري ص: 351، وتاريخ اليعقوبي 3: 75. [2] الطبري 9: 1664، وابن الأثير 5: 227. [3] الطبري 9: 1694، وابن الأثير 5: 236. [4] الطبري 9: 1725.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 37