نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 71
المنافرة لقبيلة أخرى كانت تساهم في الدفاع عنها إذا حاصرها الأعداء، وأحكموا الطوق عليها، يشهد لذلك أنه عندما أغار الترك على قصر الباهلي من أعمال سمرقند، وضيقوا الخناق على العرب المقيمين فيه، وكان أكثرهم من تميم، اشترك بعض الأزد، وفيهم ثابت قطنة، مع المسيب بن بشر الرياحي التميمي في تحرير تميم، ورد الترك عنهم[1].
ومع أن غاراتهم على ما وراء النهر تدل على اتحادهم وتضامنهم، لأن كل قبيلة منهم كانت تنضم إلى القبائل الأخرى الغازية في أكثر الحملات، وكانت تجهد جهدها لتقوم بدورها خير قيام، كما كانت تفوز بنصيب من الأسلاب والغنائم، فإن النصر كان يحسب لقبيلة الوالي القائد، ومن أجل ذلك كان شعراء الأزد وبكر خاصة ينقسمون على الولاة القيسيين انتصاراتهم في غزواتهم. وما اكتسبوا بها من مآثر، كما كانوا إذا مجدوا فتوحات الولاة القيسيين في أثناء حكمهم لا يلبثون أن يتخلوا عن تمجيدهم لها بعد عزلهم أو موتهم.
وأما سكان خراسان الأصليون فكانوا في جملتهم من الجنس الآري، فهم يتصفون بتمام الخلقة، وقوة البنية، وطول القامة، وعرض الصدر، وكثاقة الشعر، وحسن الوجوه[2].
وقد أخذ عليهم بخلهم، وربما كان الجاحظ هو الوحيد الذي رماهم به، معتمدا على رواية حملها عن ثمامة بن أشرس، أحد المعتزلة البصريين، وهي أن ديكة مرو الشاهجان تطرد الدجاج عن الحب، وتنزعه من أفواها[3] وهذه الرواية إن كانت صحيحة غير موضوعة، فإنها تختص بديكة مرو الشاهجان، لا بأهلها، كما أنه لا يجوز تعميم هذا المأخذ على جميع أهل خراسان. ومن أجل ذلك انبرى بعض القدماء للرد عليه، ذاهبين إلى أن ما رواه كذب ظاهر، لأن ديكة مرو الشاهجان كالديكة في [1] الطبري 9: 1426، وابن الأثير 5: 94. [2] ابن الفقيه ص: 316، والمقدسي ص: 294، والسيادة العربية لفان فلوتن ص: 44. [3] الحيوان 2: 149، وياقوت 4: 508.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 71