نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 88
ذق يا بن عجلى مثل ما قد أذقتني ... ولا تحسبني كنت عن ذاك غافلا1
وكتب ابن ورقاء إلى عبد الملك أنه أحبط تمرد ابن خازم، وسفك دمه، وأرسل رسولا من بني غدانة ليحمل إليه الخبر، ولم يبعث معه بالرأس، فاغتصبه ابن وشاح، وحبس ابن ورقاء، وأرسل إلى عبد الملك، فحار في الأمر، ولم يتبين حقيقته. فقال رجل من بني سليم يأسف الهلاك ابن خازم، ويأسف لبعده عن قومه، وانقطاعه عنهم، مما هيأ الفرصة لأعدائه، فأطاحوا به، وحزوا رأسه:2
أليلتنا بيسابور ردي ... علي الصبح ويحك أو أنيري3
كواكبها زواحف لا غبات ... كأن سماءها بيدي مدير4
تلوم على الحوادث أم زيد ... وهل لك في الحوادث من نكير5
جهلن كرامتي وصددن عني ... إلى أجل من الدنيا قصير
فلو شهد الفوارس من سليم ... غداة يطاف بالأسد العقير6
لنازل حوله قوم كرام ... فعز الوتر في طلب الوتور7
فقد بقيت كلاب نابحات ... وما في الأرض بعدك من زئير
1 ابن عجلى: عبد الله بن خازم السلمي، وأمه عجلى، وكانت سوداء، أحد غربان العرب في الإسلام: "انظر الكامل للمبرد 1: 241، والمحبر ص: 308".
2 الطبري 8: 834.
3 ويحك: كلمة تقال رحمة لمن تنزل به بلية، وتنصب على المصدرية.
4 البيت لمهلهل بن ربيعة. "انظر أمالي القالي 2: 127".
والزواحف: المعييات التي لا تقدر على النهوض والاغبات مثلها، كررها توكيدا لما اختلف اللفظ. "كأن سماءها بيدي مدير". يريد أن سماءها أثقل من أن يديرها مدير، فهو إذا تكلف إدارتها لم يقدر عليها.
5 النكير: النكران والرد.
6 العقير: المعقور المجروح.
7 الوتر: الثأر. والوتور: كثير الجناية على غيره.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 88