والصائغ هو عطيّة، أبو سلمى، أمّ النعمان.
245* وكانت العرب تضرب أمثالا على ألسنة الهوامّ [1] .
قال المفضّل الضبّىّ: يقال امتنعت بلدة على أهلها بسبب حيّة غلبت عليها، فخرج أخوان يريدانها، فوثبت على أحدهما فقتلته، فتمكّن لها أخوه فى السلاح، فقالت: هل لك أن تؤمننى فأعطيك كلّ يوم دينارا؟ فأجابها إلى ذلك حتّى أثرى، ثم ذكر أخاه، فقال: كيف يهنئنى العيش بعد أخى؟! فأخذ فأسا وصار إلى جحرها، فتمكّن لها، فلمّا خرجت ضربها على رأسها، فأثّر فيه ولم يمعن، ثم طلب الدينار حين فاته قتلها! فقالت: إنّه ما دام هذا القبر بفنائى وهذه الضربة برأسى فلست آمنك على نفسى! فقال النابغة فى ذلك [2] :
تذكّر أنّى يجعل الله فرصة ... فيصبح ذا مال ويقتل واتره
فلمّا وقاها الله ضربة فأسه ... وللبرّ عين لا تغمّض ناظره
فقالت: معاذ الله أعطيك إننى ... رأيتك غدّارا يمينك فاجره
أبى لى قبر لا يزال مقابلى ... وضربة فأس فوق رأسى فاقره
246* ومما أخذ منه قوله [3] :
لو أنّها عرضت لأشمط راهب ... عبد الإله صرورة متعبد [4]
لرنا لبهجتها وحسن حديثها ... ولخاله رشدا وإن لم يرشد [1] القصة والأبيات مفصلة فى شرح الوزير أبى بكر لديوان النابغة 47- 49. [2] القصة مختصرة من «أمثال العرب» للمفضل الضبى، وهى مفصلة هناك مع باقى القصيدة 84- 85. [3] الديوان 31- 32.
[4] الصرورة: الذى لم يأت النساء، وقال ابن الأعرابى: الذى لم يبرح من مكانه، يريد من صومعته. والبيت فى اللسان 6: 123.