نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 103
وهكذا قضى هذا الصعلوك السيئ الحظ حياته الطويلة مشردا حتى تداركته يد هذا السيد النبيل في أخريات أيامه، ولكن أمنيته الكبرى -مع ذلك- لم تتحقق، فقد قُضِي عليه أن يموت بعيدا عن أهله الذين طالما استبد به الحنين إليهم.
هذه هي الصورة التي استطعت أن أكونها عن هذا الجانب من حياة أبي الطمحان من مجموعة أخباره القليلة المتناثرة التي لم تحاول مصادرها أن ترتبها ترتيبا يعطينا صورة كاملة متصلة لحياته الطويلة المضطربة، وهي صورة شخص "بوهيمي" قلق، مفرط الحساسية، قوي العاطفة، سيئ الحفظ، لولا أن تداركته العناية الإلهية في أخريات أيامه، فأدرك الإسلام، وأسلم، وإن لم ير النبي صلى الله عليه وسلم[1]، ولكنه ظل خبيث الدين في إسلامه، كما كان خبيث الدين في جاهليته. [1] يقول ابن حجر عنه إنه "أدرك الإسلام" "الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 66"، ويضعه في القسم الثالث من كتابه فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره "ص53 من الجزء نفسه، وانظر مقدمة الكتاب 1/ 4".
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 103