responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 133
وهنا نقف لنذكر أننا قلنا عند تعليلنا لانتشار حركات الصعاليك فلي منطقة السراة المحيطة بمكة وفي قبيلة هذيل أن للمسألة جانبا اقتصاديا، وأظن أننا نستيطع الآن أن نقول إن من أسباب انتشار الصعاليك في هذه المنطقة وقوعها على الطريق التجاري الذي يصل بين اليمن والشام مما جعلها ممرا للقوافل التجارية، هذا إلى أن قربها من مكة حيث تقام ثلاث أسواق مشهورة: عكاظ ومجنة وذو المجاز[1] جعل منها ميدانا نشطا لحركات التجار في غدوهم ورواحهم، مما أتاح للمتمردين من صعاليك هذه المنطقة الفرصة المواتية للغارة والغزو للسلب والنهب. ولهذا السبب اضطر التجار في مناطق هذه الأسواق إلى أن يتخفروا بالقبائل القوية التي تنزلها[2].
وكان لهذه الأسواق -من ناحية أخرى- أثر في حياة صعاليك العرب، ففيها، أو في بعضها على الأقل، كانت تجري تجارة رائجة، هي تجارة الرقيق الذي كان يجلب من إفريقية، وقد رأينا في الفصل السابق صورة من تلك التجارة في أسواق مكة، وفي سوق حباشة كانت تجري هذه التجارة أيضا[3]، وقد رأينا في الفصل السابق أن هذه التجارة كانت سببا في نشأة طبقة الأغربة في المجتمع الجاهلي، وأن هذه الطبقة قد أمدت حركة الصعلكة بمجموعة كبيرة من صعاليك العرب. وإلى جانب هذا اللون من التجارة، عرفت هذه الأسواق -أو بتعبير أدق- الأسواق الأساسية لونا من النشاط الاجتماعي كان له أثر في حركة الصعلكة، وهي ظاهرة الخلع، وقد قلنا في الفصل السابق إن هذا الخلع كان يتخذ صورة إعلان رسمي يذاع على الناس في المواسم والأسواق، ورأينا أن هؤلاء الخلعاء كانوا يمدون حركة الصعلكة أيضا بمجموعة كبيرة من صعاليك العرب.
ومعنى هذا أن هذه الأسواق شهدت السطور الأولى من قصة هاتين الطائفتين من صعاليك العرب: طائفة الأغربة، وطائفة الخلعاء.

[1] انظر معجم البلدان لياقوت، عكاظ 6/ 203، ومجنة 7/ 390، والمجاز 7/ 385.
[2] انظر المحبر/ 264 وما بعدها، وتاريخ اليعقوبي 1/ 314.
[3] ياقوت: معجم البلدان، مادة "حباشة" 3/ 206. وابن الأثير: أسد الغابة 2/ 224.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست