نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 217
من أمه وخالته غير ذلك السواد الذي صبغه بصبغة بغيضة كانت سببا من أسباب تلك الحياة المتصعلكة التي يحياها، والتي زجت به في هذا الموقف الضيق الذي لولا رجلاه لفقد حياته فيه:
فغير قتالي في المضيق أغاثني ... ولكن بذلي الشد غير الأكاذب
فدا لكما رجلي أمي وخالتي ... بشدكما بين الصفا والأثائب1
ويصرح أبو خراش بأنه لولا سرعة عدوه فرارا من أعدائه لآمت امرأته ويتم ابنه:
ولولا دراك الشد قاظت حليلتي ... تخير من خطابها وهي أيم
فتقعد أو ترضى مكاني خليفة ... وكاد خراش يوم ذلك ييتم2
ويقص علينا تأبط شرا في قافيته المشهورة كيف أنجاه عدوه من عدوه، برغم ما أرسلوه خلفه من خيل سريعة:
ليلة صاحوا وأغروا بي سراعهم ... بالعيكتين لدى معدَى ابن براق
كأنما حثحثوا حصا قوادمه ... أو أم خشف بذي شث وطباق
لا شيء أسرع مني، ليس ذا عذر ... وذا جناح بجنب الريد خفاق
حتى نجوت ولما ينزعوا سلبي ... بواله من قبيض الشد غيداق3
وكما يتحدث الصعاليك العداءون عن شدة عدوهم، يتحدثون عن شدة عدو رفاقهم، ويصف تأبط شرا أحد أصحابه الصعاليك بأنه سريع العدو يسبق الريح:
1 حماسة البحتري / 64. والأغاني 12/ 52 "بولاق".
2 ديوان الهذليين 2/ 148. والأغاني 21/ 56، 57 - قاظت: من القيظ، أي أدركها القيظ، وهو الصيف.
3 المفضليات / 7-11. حصا قوادمه يريد به الظليم، والأحص: الذي تناثر ريشه وتكسر، والقوادم من ريش الجناح: ما ولي الرأس. وأم خشف يريد بها الظبية. والشث والطباق: من نبت السراة، وإنما خصهما لأنهما يضمران ما يرعاهما من الحيوان، ويشدان لحمه، وذا عذر يعني به فرسا، والعذر: ما أقبل من شعر الناصية على الوجه. الربد: أعلى الجبل، وإنما خص جارح الجبل لأنه أسرع طيرانا من جارح السيل. الواله: الذاهب العقل. والقبيض: السريع. والغيداق: الكثير الواسع.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 217