نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 221
فالظليم عنده مذعور يقطع الصحراء وقد مد جناحيه، وكل ما يحرص عليه تأبط شرا وصفه بالسرعة، ومن هنا كثرت في أبياته تلك المترادفات التي تدل على السرعة، ولكنه لا يكتفي بهذا بل يعقد بين هذا الظليم وبين الخيل السريعة مباراة، فإذا هو أسرع منها:
وحثحثت مشعوف النجاء كأنني ... هجف رأى قصرا سمالا وداجنا
من الحص هزروف كأن عفاءه ... إذا استدرج الفيفا ومد المغابنا
أزج زلوج هذرفي زفازف ... هزف يبذ الناجيات الصوافنا1
وأما الأعلم فالصورة عنده أكثر خطوطا وألوانا، فالظليم عنده سريع يعترض فراخه في وقت العشية، وهو غليظ الساقين طويلهما، وقد تساقط ريشه، وهو مذعور قد اختبأ بين الأشجار طويلة، فإذا عدا خفق جناحاه خفقان ريح جنوبية بثياب جديدة غير ممزقة:
كأن ملاءتي على هزف ... يعن مع العشية للرئال
على حث البراية زمخري الـ ... أسواعد ظل في شري طوال
كأن جناحه خفقان ريح ... يمانية بريط غير بالي2
وأما أبو خراش فهو يشير للنعامة في صدد حديثه عن شدة عدوه إشارة سريعة[3]، كما يفعل مع حمار الوحش، وهو لا يقف طويلا عندهما لأنه مشغول بحيوان آخر سريع هو الظبي.
1 الأغاني 18/ 213 - الهزروف: الظليم السريع الخفيف. الحص: جمع أحص هو القليل شعر الرأس. المغابن: جمع مغبن وهو الأبط. الأزج من النعام. البعيد الخطو. الزلوج: الناجي من الغمرات. الهذرفي: نسبة إلى الهذرفة وهي السرعة. زفازف: من الزفزفة وهي رمي الطائر بنفسه أو بسط جناحيه. هزف: سريع.
2 ديوان الهذليين 2/ 83، 84. وحماسة البحتري/ 66. وروي البيت الأول في لسان العرب مادة "خرق" وفيه "هجف" مكان "هزف"، وروي البيت الثاني في مادة "شري" ومادة "حت" - الرئال: جمع رأل وهو ولد النعام أو حوليه. الزمخري: الأجوف، وكان العرب يظنون أن النعام لا مخ بساقيه. وقوله "على حت البراية" يريد به أنه سريع حتى لا يبقى منه إلا براية. والشري: شجر. [3] ديوان الهذليين 2/ 145 - البيت الأول.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 221