responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 224
كأنهم يشبثون بطائر ... خفيف المشاش عظمه غير ذي نحض
يبادر قرب الليل فهو مهابذ ... يحث الجناح بالتبسط والقبض1
وقد نتساءل: أين الخيل بين هذه الفصائل المختلفة من الحيوان السريع؟ ولماذا لم يذكرها الصعاليك العداءون في مجال حديثهم عن العدو كما ذكروا هذه الفصائل؟
يبدو لي أن سبب ذلك أن الصعاليك العدائين كانوا ينظرون إلى الخيل على أنها أقل منهم سرعة، وهي نظرة يؤيدها واقع حياتهم، وقد رأينا في الفصل الأول من الباب الأول أن رواة الأدب العربي يذكرون عنهم أنهم كانوا يسبقون الخيل، ويروون عنهم قصصا في هذا الصدد، ومهما يكن من مبالغة في هذه القصص فإنها تصور أصداء حقيقة واقعية، وقد فسرنا هذه الظاهرة في حياة الصعاليك العدائين عند تفسيرنا الجغرافي لظاهرة التصعلك، وانتهينا إلى أنها -على ما فيها من غرابة- ليست بالمستحيلة في الحياة الواقعية. فإذا أضفنا إلى هذا أن الصعاليك العدائين لم يكونوا على صلة دائمة بالخيل، وإنما كنت صلتهم بها صلة عداوة، وهي تلك الصلة بين المطارد والطريد مما جعل نفوسهم مشبعة بالسخط على ذلك الحيوان السريع الذي يستغله أعداؤهم في مطاردتهم، استطعنا أن نجد تعليلا آخر لهذه المسألة.
ولهذا نلاحظ أن الصعاليك العدائين لا يذكرون الخيل في صدد الحديث عن عدوهم إلا مقترنة بأنهم أسرع منها، أو على الأقل بأنها ليست أسرع منهم، كما نرى عند تأبط شرا الذي يصرح بأنه يسبق الخيل عدوا على قدميه، ويكسو طلائعها المتقدمة الغبار الثائر من عدوه:
يفوت الجياد بتقريبه ... ويكسو هواديها القسطلا2

1 ديوان الهذليين 2/ 159. ولسان العرب: مادة "هبذ" ومادة "هذب" - المشاش: جمع مشاشة وهي رأس العظم الممكن المضغ. النخض: اللحم أو المكتنز منه، المهابذ: الذي يسرع في طيرانه، من المهابذة وهي الإسراع في الطيران.
2 ابن قتيبة: الشعر والشعراء / 176. وحماسة ابن الشجري/ 47 - التقريب: ضرب من العدو. القسطل: الغبار.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست