نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 325
مع يصنع، ولانفضت الجماهير من حوله، وهو حريص عليهم لأنه حريص على تنفيذ مذهبه في الحياة. ففي أخباره أنه غنم في بعض غزواته إبلا وامرأة، فلما أخذ في قسمة الإبل بين صعاليكه أخذ مثل نصيب أحدهم واستخلص المرأة لنفسه، "فقالوا: لا واللات والعزة لا نرضى حتى تجعل المرأة نصيبا، فمن شاء أخذها، فجعل يهم بأن يحمل عليهم فيقتهلم وينتزع الإبل منهم، ثم يذكر أنهم صنيعته، وأنه إن فعل ذلك أفسد ما كان يصنع، فأفكر طويلا، ثم أجابهم إلى أن يرد عليهم الإبل إلا راحلة يحمل عليها المرأة حتى يلحق بأهله، فأبوا ذلك عليه، حتى انتدب رجل منهم فجعل له راحلة من نصيبه"[1].
وهو إلى جانب هذه "الزعامة" الحكيمة "قائد" موفق يخرج "بجنوده" ويرسم لهم الخطط الدقيقة التي تضمن لهم الفوز. ففي أخباره أنه خرج بصعاليكه إلى أرض بني القين، فهبط أرضا ذات حجارة كبيرة فيها ماء، فرأى عليه آثارا "فقال: هذه آثار من يرد هذا الماء فاكمنوا، فأحر أن يكون قد جاءكم رزق"، فأقاموا يوما "ثم ورد عليهم فصيل، فقالوا: دعنا فلنأخذه فلنأكل منه يوما أو يومين، فقال: إنكم إذن تنفرون أهله، وإن بعده إبلا، فتركوه فندموا وجعلوا يلومون عروة من الجوع الذي جهدهم، ووردت إبل بعده بخمس فيها ظعينة ورجل مع السيف والرمح، والإبل مائة متال، فخرج إليه عروة، فرماه في ظهره بسهم أخرج من صدره فخر ميتا، واستاق عروة الإبل والظعينة حتى أتى قومه"[2]. أرأيت إلى هذه القيادة الموفقة كيف تتخير المكان والزمان، وكيف تحكم الخطة ولا تتعجل تنفيذها حتى تحين الفرصة المناسبة؟
ومن مظاهر هذه القيادة الموفقة الحذر، فقد كان عروة إذا نزل بصعاليكه [1] الأغاني 3/ 79، 80. وانظر أيضا شرح ابن السكيت على ديوانه/ 112. وشرح التبريزي على حماسة أبي تمام 2/ 9. [2] شرح ابن السكيت على ديوانه/ 103، 104. وشرح التبريزي على حماسة أبي تمام 2/ 8.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 325