نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 38
يريح على الليل أضياف ماجد ... كريم، ومالي سارحا مال مقتر1
أيهلك معتم وزيد ولم أقم ... على ندب يوما ولي نفس مخطر2
وهي تلك الثورة التي كانت تدفعه إلى مهاجمة الأغنياء البخلاء ليوزع ما يغنمه منهم على الفقراء الذين كانوا يلتف ون حوله، ويلوذون، في سني الجدب والقحط والجفاف[3]. وهو -قبل هذا كله- صاحب هذه الأبيات الجميلة التي يصور فيها كرمه تصويرا رائعا على حظ كبير من الإنسانية، فيراه مشاركة الفقراء له في إنائه، واكتفاءه هو بالماء الخالص في أيام الشتاء الباردة ليوفر طعامهم، بل يراه تقسيما لجسمه في أجسامهم حتى أصبح هزيلا شاحبا:
إني امرؤ عافى إنائي شركة ... وأنت امرؤ عافي إنائك واحد
أتهزأ مني أن سمنت وقد ترى ... بجمسي مس الحق، والحق جاهد
أُقسِّم جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء والماء بارد4
وتنتشر أحاديث هذا الكرم في شعره انتشارا واسعا[5]، حتى لتكاد كل صفحة من ديوانه تنطق بهذه الأحاديث التي كان يراها:
أحاديث تبقى، والفتى غير خالد ... إذا هو أمسى هامة فوق صير6
وهي أحاديث كان كل صعلوك يحرص على أن تبقى له بعد موته. وفي قافية تأبط شرا المفضلية المشهورة دفاع قوي عن كرمه وإسرافه اللذين جرا عليه كثيرا من اللوم والعذل والتأنيب:
1 ديوانه/ 85 - والأصمعيات/30.
2 ديوانه/ 83 - والأصمعيات/ 30. [3] انظر الأغاني 3/ 78-79.
4 ديوانه/ 138-141. [5] انظر على سبيل المثال ديوانه/60، 61، 62، 71، 72، 85، 95، 96، 138، 139، 140، 141، 155، 164، 165، 166، 167، 181.
6 ديوانه/ 64 - ولسان العرب: مادة "صير" - والصير: القبر.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 38