نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 70
ولا تخلو سلسلة جبال السراة التي تمتد على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر "ما بين أقصى اليمن والشام"[1] من مناطق خصبة، هي بعض تلك الأودية التي تقطع السراة إلى تهامة حتى تنتهي إلى البحر[2]، حتى لنجد أن اسم واحد منها "وادي الجناب" وهو -كما يدل عليه اسمه- واد شديد الخصب[3]، وهناك من هذه الأودية الشديدة الخصب وادي نخلة[4]، ووادي نحيان[5]، ويصف الهمداني سراة الحجر بالخصب الشديد[6].
ووفقا لقانون جغرافي تعرفه البادية يجعل من مناطق الخصب والماء مناطق استقرار للقبائل، نزلت القبائل في هذه الأودية الخصبة، وأقاموا القرى، ففي وادي باحان "القرى والزرع"[7]، وبالقرب من وادي الجناب قرية النبيرة وهي "كثيرة الأعناب والفواكه والغيول الحاملة"[8].
حتى الحجاز -ذلك الإقليم الجبلي الرملي- يشتمل على بقاع خصبة، هي تلك الكثبان والربى الخصبة التي تتخلله، والتي تخرج سفوحها حبا، وشيئا من الفاكهة، وكلأ للقطعان، وينابيع من ماء دائم[9]، ووفقا لقانون البادية الجغرافي السابق اتخذت القبائل من هذه الكثبان والربى الخصبة منازل لها، ومن حولها قامت القرى[10]، وحسبنا أن نذكر من هذه القرى الطائف "جنة مكة"11 "ومصيف المكيين المترفين"[12] حينما يشتد بهم صيف مكة الذي [1] الهمداني: صفة جزيرة العرب 1/ 67. [2] انظر هذه الأودية في المصدر السابق/ 71-84. [3] المصدر نفسه/ 76. [4] المصدر نفسه/ 75. [5] المصدر نفسه/ 122. [6] المصدر نفسه/ 123. [7] المصدر نفسه/ 121. [8] المصدر نفسه/ 77. [9] sedillot; histoire generale des arabes, tom i, P. 12. [10] ibid, P. 12.
11 ibid, P. 12. [12] ency. of islam; art. arabia, P. 368.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 70