responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 94
بدون أن تتعرض وحدتها للتداعي، أو يخلع هو نفسه، فيفر من قبيلته نجاة بحياته. وعلى كلا الوجهين تكون القبيلة قد تصرفت في حدود "دستورها" الذي ينص على أنه "يجب على أهل القاتل ألا يحموه إذا قتل أحدا من دمه"[1]، وذلك لأن رابطة القبيلة أقوى من رابطة الأسرة[2].
وقد يحدث أن تتعدد جرائر أحد أفراد القبيلة حتى تجد نفسها عاجزة عن نصرته؛ لأن في هذا تكليفا لها لا تطيقه، وعبئا ثقيلا عليها تنوء به، وتهديدا دائما لسلامتها، وإراقة لدماء أبنائها بدون مبرر، فتضطر إلى التخلص من هذا الفرد، مفضلة أن تضحي بفرد واحد على أن تضحي بجماعة من أفرادها، ملقية عليه تبعات جرائمه، يتحملها هو وحده، فتخلعه[3].
وقد يحدث أن يسوء سلوك أحد أفراد القبيلة من الناحية الخلقية، حتى يصبح وجوده بينها وصمة في جبينها، وسبة في مجدها وشرفها، وحطا من قدرها بين القبائل، فترى أنها أمام عضو فاسد لا يرجى إصلاحه، ضرره أكثر من نفعه، فتتبرأ من نسبته إليها، حرصا على سمعتها، وإبقاء على كرامة المجموع من أن يسيء إليها فرد، فتخلعه[4].
هذه أهم الجرائم التي كانت القبيلة تحكم على من يرتكبها من أفرادها بالخلع، وهي كلها تدور حول محور واحد، هو خروج الفرد على وحدة

[1] ibid,. P. 43.
[2] ibid,. P. 4.
[3] في أخبار امرئ القيس أنه لما خرج مطالبا بدم أبيه نزل بعامر بن جوين "وعامر يومئذ أحد الخلعاء الفتاك قد تبرأ قومه من جرائره" "الأغاني 9/ 95، والبغدادي: خزانة الأدب 1/ 24". وفي أخبار عبد الله بن جدعان أنه كان "شريرا فاتكا، لا يزال يجني الجنايات، فيعقل عنه أبوه، حتى أبغضته عشيرته، ونفاه أبوه، وحلف ألا يؤويه أبدا، لما أثقله به من الغرم، وحمله من الديات" "السهيل: الروض الأنف 1/ 92".
[4] smith; kinship and marriage in early arabia, P. 49.
وفي أخبار البراض بن قيس الكناني أنه "كان سكيرا فاسقا، خلعه قومه، وتبرءوا منه" "الأغاني 19/ 75". وفي معلقة طرفة حديث عن تهالكه على الخمر واللذات واستهتاره بكل شيء حتى تحامته العشيرة كلها، وأفرد أفراد البعير المعبد.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست