نام کتاب : الصداقة والصديق نویسنده : أبو حيّان التوحيدي جلد : 1 صفحه : 327
وجفاء تبديه، وتزعم أنك لا تنويه، لا كان من قبل هذا ولا أفلح، لأني إنما أحب اعتقاد الصديق لي الخير لتولينيه، وأكره انطواء العذر لي على القبيح خوفاً من أن تبلينيه، وإذا كان فعلاهما بي سيين لم أعرف بهما فاصلاً، لأن السرائر مغيبة عن العيان، ولو اطلع عليها لما كان في صافيها نفع، ولا في دخل دخيلها ضرر، ما لم يبد من أهل السوء والشر، بل لكان العدو الذي أحذره ويسرني، أحب إلي من صديق آمنه ويغرني، وأسكن إليه ويضرني، ولهذه العلة تراني أخالف أكثر الناس في هذا الباب وأقول: إن الواجب أن ترد باطن الناس إلى ظاهرم، وتستشهد أفعالهم على سرائرهم، غذ كانت الأفعال نتائج النيات وثمراتها، وأسلك مع إخواني في هذا السبيل وأسألهم أن يجروني على مثل هذه الوتيرة، ويعفوني من سريرة لا تعلم مصدوقتها، ولا تعرف حقيقتها، وأجريهم على ذلك فليس من العدل أن يطالب المر لنفسه بما لا يبذله منها، وإذا عاملت الصديق الذي تصافيه بالجفاء، فقد حملته على السيرة في الأعداء، وهذا فاحش الخطأ، وأفحش منه أن تمنح العدو من الصلة تصنعاً، ما تمنعه الصديق تطوعاً، والله المستعان والمستودع لما لديك، والمستزاد في الإحسان إليك.
كاتب: وليس يضيق بيننا أمر من جهة الحجة إلا اتسع من قبل المودة، والحرمة، والأسباب المتصلة.
آخر: وأنت أيها الأخ في حال الجفوة إذا اعتمدتها أبر من غيرك في حال الصلة إذا توخاها وقصدها.
آخر: ولولا أنك قلت فقلت، وكتبت فأجبت، لكان ما عندك من المعرفة بموقعي منك في هذا وغيره مغنياً عن الإفصاح، ونائباً عن
نام کتاب : الصداقة والصديق نویسنده : أبو حيّان التوحيدي جلد : 1 صفحه : 327