نام کتاب : الصولي شاعرا دراسة فنية تحليلية لأهم أغراض الشعر عنده نویسنده : العمري، أحمد جمال جلد : 1 صفحه : 122
يسيطر على لغته، ويتمثل التراث العربي في كل صوره وجلِّ معانيه وأغراضه وتراثا، واضحا جليا، واستطاع أن يصوغ الكثير من المعاني الجميلة، فيجئ بالجديد أو ما يشبه الجديد.
وشعر الصولي مرآة صادقة لعصره، وصورة صادقة للفن الخالص، والأدب العالي.. نرى فيها كل ما أحس به في حياته المديدة من الحنين واللوعة، والسعادة والتعاسة، والرضا والحسرة، ظهركل ذلك واضح في شعره، فقد دفعته الأحاسيس النفسية إلى أن يعبر عن أعماق نفسه في جميع حالاتها، كما دفعته حياته الخاصة في رحاب الخلفاء والأمراء، وما كان يتنسمه ن عبير الحياة الرغدة في قصورهم إلى وصف المناظر الطبيعية، والوقوف على ضفاف الأنهار، وأن ينطلق لسانه بتصويرها مبينا أثرها في نفسه..
ومن المهم أن نعرف أن الصولي سلير شعراء عصره.. مدح ورثى، وتغزل ووصف وفاخر وصور مشاعره إزاء الناس والحياة، كما كتب الرسائل الشعرية..
ويكفي لكي نبرهن على شاعريته أن نقف أمام مجالين من مجالات الشعر عنده.
أحدهما غيري: وهو المديح، والثاني ذاتي: وهو الفخر
المديح:
أكبر الموضوعات التي جال فيها الصولي بشعره وأهمها.. فن المديح، ذلك الفن الذي يصل الشعراء العباسيين بالشعراء الأقدمين، أولئك الذين ارتفعوا بهذا الفن إلى ذروته، ثم ترسم العباسيون خطاهم، فتتبعوهم فيه، ومعروف أن الشعراء القدامى اتخذوا من المديح أداة لتربية الخلق، والحث على مكارم الأخلاق، فكان الشاعر يمدح ممدوحيه بالكرم والشجاعة والاعتداد والإباء وغير ذلك من المثل العليا التي لم تكن ترجع إلى الفرد وحده، بل تعود على الجماعة أو القبيلة كلها.
ولما جاء الإسلام صبغ هذه المثل الخلقية العربية بصبغة روحية، فاخترعت المعاني الإسلامية التي تتحدث عن الإيمان والعدل والتقوى، فأضاف الشعراء الإسلاميون هذه الصفات إلى مدائحهم للخلفاء والوزراء. ولقد اتصلت المديحة العباسية بالمديحة
نام کتاب : الصولي شاعرا دراسة فنية تحليلية لأهم أغراض الشعر عنده نویسنده : العمري، أحمد جمال جلد : 1 صفحه : 122