responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 110
وقولي: حمت بذكور المرهفات إناثها، اشتمل على الطباق، والطباق هو من المحسّنات المعنوية ويُسمّى المطابقة، والتطبيق، والتكافؤ، والتضاد.
قال ابن الأثير في المثل السائر: وهو؛ يعني الطباق، في المعاني ضدّ التجنيس في الألفاظ لأنّ التجنيس هو اتّحاد اللفظ مع الختلاف المعنى، الطباق هو أن يكون المعنيان ضدّين، وقد أجمع أرباب هذه الصناعة على أنّ المطابقة هي الجمع بين الشيء وضدّه كالسواد والبياض والليل والنهار، والظاهر أنّ المقابلة أعمّ من الطباق؛ فإنّ كلّ طباق مقابلة ولا عكس، لأنّه الجمع بين متضادّين مع مراعاة التقابل فلا يجيء باسم مع فعل ولا العكس وذلك غير ملحوظ في المقابلة، ولأنّ المطابقة هي الجمع بين ضدّين، والمقابلة هي الجمع بين ضدّين فصاعداً، ومن أمثلة مجيئه من إسمين قوله تعالى: (وَتَحْسبُهُم أيقاظاً وهُمْ رُقُود) ، ومن فعلين قوله تعالى: (يُحيي ويُميت) ، وقوله: (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بما آتاكُمْ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمللأنصار: إنّكم لتكثرون عند الفزع، وتقلّون عند الطمع. ومن حرفين قوله تعالى: (لهَا ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها ما اكْتَسَبَتْ) فإنّ في اللاّم معنى الإنتفاع وفي على معنى التضرّر أي لها ما كسبت من خير وعليها مااكتسبت من شرّ، إنتهى.
وممّا اتّفق لي من الشعر الأجنبي ما قلته مقرضاً على المنظومات الموسومة ب "الباقيات الصالحات" نظم عبد الباقي أفندي العمري في مدح أئمّة العصمة صلى الله عليه وآله وسلم وقد مدحته فيها، فقلت:
أربّ القوافي قد غدا لك مذعناً ... بها محرز الفضل اكتساباً ووارثه
لو المتنبّي شاهد الحكم التي ... نطقت بها ما شكَّ أنّك باعثه
هي "الباقيات الصالحات" أطائب ال ... قريض ولكن ما سواها خبائثه
فحسبك منها معجزاً بمديح من ... معاجز كلّ الأنبياء موارثه
غدت كعصا موسى ولكنّما بها ... قد التقفا سحر القريض ونافثه
كفى أنّها في أُمّة الشعر قبلةٌ ... إليها قديم النظم صلّى وحادثه
الفصل الثاني في الإستغاثة
قلت مخاطباً لأميرالمؤمنين عليه السلام:
أميرالمؤمنين أغث صريخاً ... ألمَّ بجنب قبرك مستغيثا
أتاك يحثُّ ناجية المطايا ... وصرف الدهر يطلبه حثيثا
الباب الخامس في قافية الجيم
وفيها فصل واحد في المديح
قلت فيه:
فيك العلاء مضيئة أبراجها ... فلأنت بدر سمائها وسراجها
وبك ابتهاج أسرّة الشرف التي ... لولاك بعد أخيك عطّل تاجها
أقبلتما تتجاريان لغاية ... لم يستقم لسواكما منهاجها
سبق الأنام لها وجئت مصلّياً ... ومعاً ملطّمةً أتت أفواجها
حتّى استوت قدماكما في ذروة ... للمجد عزَّ على الورى معراجها
هو مصطفى الشرف الذي من بعده ... وجدتك أكرم من عليه معاجها
أنت الذي ارتشف الورى من خلقه ... راحاً ألذَّ من الرحيق مزاجها
مااعتلّت الدنيا بداء جدوبها ... إلاّ وجودك طبّها وعلاجها
ولقد حميت وئيدة الكرم التي ... لولاك ما سلمت لها أوداجها
نسجت لك العليا ملابس فخرها ... فزها عليك مطرّزاً ديباجها
لم تحد مدلجة الركائب رغبة ... إلاّ وكان لربعكم أدلاجها
ما طرَّقتْ أُمُّ الرّجاء لآمل ... إلاّ وأصبح من نداك نتاجها
أقول: أمّا قولي: سبق الأنام لها الخ، فالسابق أوّل خيل الحلبة، والمصلّي تلو السابق، والملطم تاسع خيل الحلبة. ومن أحسن ما جاء في الإستباق والمساواة قول الخنساء:
جارى لباه فأقبلا وهما ... يتعاوران ملائة الحضر
حتّى إذا نزت القلوب وقد ... لزّت هناك العذر بالعذر
وعلا هتاف النّاس أيّهما ... قال المجيب هناك لا أدري
برزت صفيحة وجه والده ... ومضى على غلوائه يجري
أولى فأولى أن يساويه ... لولا جلال السنّ والكبر
وهما كأنّهما وقد برزا ... صقران قد حطّا على وكر
ويقال: إنّها قيل لها: ما مدحت أخاك حتّى هجنت أباك؟ فقالت هذه الأبيات.

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست