فَخر الْمَنْصُور سَاجِدا، وَقَالَ: حَسبك.
وَلم يسْأَله بعد ذَلِك عَن شَيْء من أَمرهمَا.
وَرُوِيَ لي هَذَا الْخَبَر على وَجه آخر، حَدَّثَنَا بِهِ عَليّ بن الْحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن الْجراح، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدثنِي عِيسَى بن أبي حَرْب الصفار، والمغيرة بن مُحَمَّد، قَالَا: حَدَّثَنَا عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد، قَالَ: حَدثنِي الْحسن بن الْفضل بن الرّبيع، قَالَ: حَدثنِي عبد الله بن الْفضل بن الرّبيع، عَن الْفضل بن الرّبيع، قَالَ: حَدثنِي أبي، قَالَ: حج أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة، فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة، قَالَ لي: ابْعَثْ إِلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد من يأتيني بِهِ بَغْتَة، قتلني الله إِن لم أَقتلهُ، فَأَمْسَكت عَنهُ، رَجَاء أَن ينساه، فَأَغْلَظ لي فِي الثَّانِيَة.
فَقلت: جَعْفَر بن مُحَمَّد بِالْبَابِ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، قَالَ: ائْذَنْ لَهُ، فَأَذنت لَهُ.
فَلَمَّا دخل، قَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
فَقَالَ: لَا سلم الله عَلَيْك، يَا عَدو الله، تلحد فِي سلطاني، وتبغيني الغوائل فِي ملكي، قتلني الله إِن لم أَقْتلك.