نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 31
نص الكتاب:
الحمد الله الذي فاوت بين عقول البشر وأخلاقهم، كما فاوت بين أعمارهم وأرزاقهم، فكان من خفايا تدبيره، ولطائف حكمته وتقديره، أن أرضى كلا منهم بعقله وخلقه، لا بعمره ورزقه، فلست ترى منهم إلا الراضي بعقله وآرائه، المعجب بما يرشح من إنائه، الحامد لسجيته، الزاري على الناكبين عن طريقته؛ تصديقا لقوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} 1".
وقل أن تجد منهم القانع بدنياه، الراضي عن وقته بما قسم له "الله"[2] وأعطاه.
فلا ترى إلا قانطا أو ساخطا أو حاسدا أو غابطا، دأبهم الكدح والنصب والجد والطلب؛ تصديقا لقوله "صلى الله عليه وسلم"[3]: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب "لتمنى أن يكون له ثالث" [4].
وصلى الله على سيدنا محمد رسوله المويد بروح قدسه، والمعصوم من الخطأ في القول ولبسه، والحاكم بأن من جملة الثلاث المهلكات عجب المرء بنفسه، وعلى آله وأصحابه الذي منهم من هو "من"[5] نوعه وجنسه.
وبعد، فقد وقفت على كتاب نصير الدين بن محمد الموصلي المعروف
1 سورة الإسراء: 84. [2] ما بين قوسين زيادات يقتضيها السياق. [3] ما بين قوسين زيادات يقتضيها السياق. [4] ما بين قوسين زيادات يقتضيها السياق. [5] ما بين قوسين زيادات يقتضيها السياق.
نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 31