نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 310
والشعر من حيث هما كتابة وشعر، وإنما تكلم عن العلة التي كانت لأجلها مرتبة الكاتب أعلى من مرتبة الشاعر، فأما الفرق بين الكتابة والشعر فهي كثيرة، وليست مقصورة على هذه الوجوه الثلاثة التي ذكرها هذا الرجل.
فإن من جملة الفروق أن للشاعر أن يُطري نفسه ويمدحها في شعره، وليس ذلك للكاتب.
ومنها أن للشاعر أن يبالغ ويوغل حتى يدخل في الإحالة، وليس ذلك للكاتب.
ومنها أن الشعر يحسن فيه الكذب ولا يستحسن في الكتابة.
ومنها أن الشاعر يخاطب الملك بالكاف كما يخاطب السوقة، ويدعوه باسمه، وينسبه إلى أمه، وليس ذلك للكاتب.
والفروق بين الشعر والكتابة كثيرة، وإنما نبهنا على بعضها إبطالا لقوله إن الفروق هذه الثلاثة فقط.
فهذا ما سنح لي بأدنى النظر من الاعتراض على هذا الكتاب، وقد اعترضت على مواضع كثيرة منه للقول فيها مجال فلم أذكرها إيثارا للإيجاز، ومواضع يرجع كلامه فيا إلى الجدل ومحض العناد، لا في المعنى، فكان الاشتغال بها والبحث فيها تضييعا للوقت من غير فائدة.
ورأيت أن يتم الكتاب ههنا حامدا الله، ومصليا على خير خلقه
"محمد النبي الأمي صلوات الله عليه وسلامه"
نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 310