نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 49
ثم أجاب فقال: لا نسلم أن مقصود الواضع هو البيان فقط، بل البيان والتجنيس، فالبيان يحصل بالألفاظ المتباينة التي هي كافية في الإفهام، وأما التجنيس فإنه مهم في هذه اللغة؛ لأنه عمدة الفصاحة والبلاغة، ولا يقوم به إلا الأسماء المشتركة، وهي وإن أخلت بفائدة البيان إلا أنه إخلال يمكن استدراكه بالقرينة الدالة على المراد من اللفظ المشترك، والإخلال بوضع الألفاظ المشتركة تسقط به الفصاحة والبلاغة ورونقها، ولا استدراك له بحال، فكان وضع الألفاظ المشتركة متعينا[1].
أقول: لا نسلم أنه بتقدير عدم الألفاظ المشتركة يذهب التجنيس من الكلام، ولا يزول رونقه وبهاؤه كما زعم هذا الرجل، وبيانه أن التجنيس يحصل بتشابه لفظتين في الحروف الأصلية، وإن كانت في إحداهما زوائد ليست في الأخرى، مثاله أبي تمام:
متى أنت عن ذهلية الحي ذاهل2
وقوله:
تطل الطولول الدمع من كل موقف
وقوله:
منازل لم يخف الربيع ربوعها [1] ملخص ما قاله ابن الأثير 1/ 57.
2 تكلمته: وقلبك منها مدة الدهر آهل.
وهو مطلع قصيدته في مدح محمد بن عبد الملك الزيات "الديوان 3/ 112".
نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 49