responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 138
توليد المعاني واستنباط غرائبها، حتى قالوا: "مازالت المعاني مكنوزة في الأرض حتى جاء أبو نواس فاستخرجها[1]. ولم يكن يغرب في معانيه إغرابًا قريبًا، بل كان يبعد في إغرابه، حتى ليصوِّر الحسي بالمعنوي على شاكلة قوله في الخمر2:
وقد خفيتْ من لطفها فكأنها ... بقايا يقينٍ كاد يذهبه الشك
وقوله3:
صَفتْ وصفت زجاجتها عليها ... كمعنى دقَّ في ذهنٍ لطيفِ
وقوله4:
فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البُرْءَ في السَّقَمِ
قلما نجد بعد أبي نواس شاعرًا ممتازًا إلا وهو يلزم المتكلمين المعتزلة، وقد عُدّ أبو تمام منهم، وكان ابن الرومي ينزع منزعهم، ومعروف أن النظام من متقدميهم، وقد نال شهرة مدوية على رأس المائتين بقدرته على الجدال وغوصه على المعاني الدقيقة، ولم يكن متكلمًا يحسن الكلام فحسب، بل كان شاعرًا أيضًا، وكان يستقي شعره من الكلام والجدل، على شاكلة قوله5:
مازلتُ آخذ روح الدَّن في لُطُفٍ ... أستبيح دمًا من غير مذبوحِ
حتى انثنيت ولي روحان في جسدي ... والزِّقُّ مطَّرَحًا جسمٌ بلا روحِ
وقوله6:
توهمه طرفي فآلم خَدّه ... فكان مكان الهم من نظري أثرُ
وصافحه قلبي فآلم كفه ... فمن صفح قلبي في أنامله عَقْرُ7
ومر بقلبي خاطرًا فجرحته ... ولم خلقًا قط يجرحه الفكر
يمر فمن لينٍ وحسن تعطف ... يقال به سكر وليس به سكر

[1] أخبار أبي نواس ص64.
2 خزانة الأدب للحموي "طبع المطبعة الخيرية" ص183.
3 خزانة الأدب ص184.
4 الديوان ص324.
5 طبقات الشعراء لابن المعتز ص272.
6 أمالي المرتضي "طبعة الحلبي" 1/ 188.
7 العقر: الجرح.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست