responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 177
فيه بإجماع الرواة ورياسته عليهم من غير اختلاف في ذلك"[1]، ويسميه الحصري قائد المحدثين[2]، ويقول ابن خَلَّاد الشاعر في شطر بيت له:
والآخرون يقودهم بشار"[3]، وأوضحنا في غير هذا الموضع قيادة بشار ورياسته للمحدثين، ورجعناها إلى تجديدات واسعة في موضوعات الشعر مع موازنة دقيقة بين هذه التجديدات والعناصر التقليدية الموروثة، وكان أول من ثَبَّت أسلوب المولدين العباسيين الذي يعتمد على استنباط المعاني الدقيقة، مستمدًّا من الثقافة الحديثة، كما يعتمد على تبسيط الأسلوب ومرونته وسهولته، وخاصة في شعر اللهو والغزل.
ولعلنا لا نبعد إذا قلنا: إن بشارًا لم يفرغ للتصنيع في فنه والتنميق في شعره، وإن كنا نلاحظ عنده خيوطًا منه بحكم ذوقه العباسي الذي كان يعنى بالتأنق. ومعنى هذا أن من يريدون أن يجدوا عنده أمثلة للجناس والطباق وما إليهما من ألوان البديع لا يعدمون ذلك بل يلقونه كثيرًا؛ غير أنه لم يكن يرى أن يكون الشعر حُلى بديعية، ومن أجل ذلك سلكناه في جماعة الصانعين الذين لا يبعدون في التكلُّف للبديع وزخارفه. وكان كثيرًا ما يترك نفسه على سجيتها، ولذلك لاحظ القدماء أن له شعرًا غثًّا[4] وأنه يأتي بالهجين المتفاوت[5]، وأنه كثير التخليط في شعره، وأشعاره مختلفة لا يشبه بعضها بعضًا[6]. وإن كنا لا نغلو غلوهم؛ إذ لا شك أنه أكبر شاعر نلقاه في مفتتح هذا العصر، وقد جدد كثيرًا في فنون الشعر ومعانيه وأساليبه.
ومَثَلُ أبي نواس مِثْلُ بشار نجد عنده ضروبًا مختلفة من التجديد، وقد استطاع أن يصل بفن الخمرية إلى الذُّروة، ومرَّن كثيرًا في أسلوب المولَّدين الجديد وخاصة في باب الغزل والخمر والمجون، وجاء بكثير من المعاني والصور الطريفة، وعنى بزخرف البديع في بعض شعره، ولكنه لم يتخذه مذهبًا يطبقه.

[1] أغاني "طبعة دار الكتب" 3/ 125.
[2] زهر الآداب على هامش العقد 2/ 21.
[3] اليتيمة للثعالبي "طبعة بيروت" 3/ 388.
[4] أغاني "طبعة دار الكتب" 3/ 179.
[5] أغاني 3/ 162.
[6] أغاني 3/ 155.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست