نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 113
الموت، فإنها عنيفة إلا بمن رحم الله، ويا رب متعبد لله بلسانه معاد له بفعله، ذلول في الانسياق إلا عذاب السعير في أمنية أضغاث[1] أحلام يعبرها بالأماني والظنون، فاعرف نفسك".
وهذه القطعة بدورها ترينا مدى احتفال الوعاظ برسائلهم، وما كانوا يؤدون فيها من ضروب الجمال الفني، ويقول صاحب الفهرست: إن رسائله كانت في ألفي ورقة[2]. ولا نرتاب في أن هذه الرسائل، وما يماثلها من مواعظ الحسن البصري، وأضرابه هي التي استعار منها سالم، وتلميذه عبد الحميد أسلوبهما الكتابي في الرسائل السياسية، فإننا نجدهما يكتبان من نفس النمط ونفس النموذج، وهو النموذج الذي شاع طوال القرن الثاني بين الكتاب العباسيين، وعلى رأسهم الجاحظ، ونقف قليلا لنتحدث عن عبد الحميد الكاتب في إيجاز. [1] أضغاث: أخلاط. [2] الفهرست ص 171.
8- عبد الحميد الكاتب، وخصائصه الفنية:
هو، عبد الحميد بن يحيى مولى العلاء بن وهب القرشي، ويقول من كتبوا عنه: إنه يرجع إلى أصول فارسية[1]، وإنه كان من أهل الأنبار وسكن الرقة[2]، وكان في أول أمره يتنقل في البلدان معلما في الكتاتيب[3]، ثم التحق بديوان الرسائل في دمشق لعهد هشام بن عبد الملك، حيث خرجه ختنه سالم مولى مولى هشام، ورئيس هذا الديوان[4]. واتصل بمروان بن محمد، وكتب له أيام كان [1] المسالك، والممالك للإصطخري "طبعة ليدن" ص 145. [2] وفيات الأعيان لابن خلكان "طبعة المطبعة الميمنية 12/ 307". [3] نفس المصدر 1/ 307، والفهرست 170. [4] وفيات الأعيان 1/ 307، والوزراء والكتاب ص62.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 113