responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 117
الرسالة أشبه ما تكون بكتاب مستقل.
وهذا الطول المسرف في الرسالة جعل خصائص عبد الحميد في فنه الكتابي تبدو واضحة تمام الوضوح، إذ نرى الخاصة من خصائصه تنبسط تحت عين القارئ انبساطا واسعا، وقد قسمها ثلاثة أقسام كبيرة قسم يصور القائد، وما ينبغي أن يكون عليه من آداب في سلوكه مع نفسه، ثم مع حاشيته ورؤساء جيشه، وأثر الثقافة الفارسية، وما عرف عن آداب الفرس في الملك والسياسة بين في هذا القسم، أما القسم الثاني فخاص بسياسة القائد لجيشه، وما ينبغي أن يتخذ فيه من شرطة وقضاة ورجال مال، وأما القسم الثالث فقد تحدث فيه عن التنظم الداخلي للجيش، وكيفية إعداده في وحدات كل وحدة مائة، وهو نفس النظام الحربي الذي كان متبعا عند البيزنطيين، مما يجعل طه حسين يظن أن عبد الحميد يتأثر في هذا النظام برسائل الحرب عند اليونان، وذهب يلتمس صلة عبد الحميد بالثقافة اليونانية في تقسيم كلامه عند اليونان، وذهب يلتمس صلة عبد الحميد بالثقافة اليونانية في تقسيم كلامه إلى فصول بحيث يؤدي كل فصل فكرة تامة، وهي خاصة في رأيه من خصائص النثر اليوناني القديم، وأيضًا فإنه وجده يستخدم الحال استخدامًا مسرفًا، على شاكلة استخدام اليونان له، يقول: "وهو لا يقتصد في استعمال الحال، وإنما هو يعتمد عليها في تحديد فكرته وتوضيحها، وتقييدها وتجميل الكلام، وإظهار الموسيقى"[1].
وأغلب الظن أن عبد الحميد في ذلك كله إنما كان يقلد أستاذه سالما في كتابته. فصلة سالم باليونانية مقررة، ومر بنا أنه كان يسرف في استخدام الحال كما تشهد بذلك إحدى رسائله، وقد أثرت عن ابنه عبد الله رسالة[2] تسرف أيضا في استخدام الحال، وكأنها كانت لازمة من لوازم سالم، وتأثر به فيها تلميذان له، أحدهما من بيته وهو ابنه عبد الله وثانيهما من غير بيته، وهو عبد الحميد. أما مسألة تنظيم الجيوش إلى وحدات كل وحدة مائة، فلعل عبد الحميد عرفها كما عرفها معاصروه عن طريق ما كانت تتبعه الجيوش البيزنطية في عصره

[1] من حديث الشعر، والنثر لطه حسين ص40، وما بعدها.
[2] الكامل للمبرد ص793.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست