نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 136
عضوًا ويرمى به في التنور[1]، وأكبر الظن أن هذا هو السبب الصحيح في مقتل ابن المقفع، فالجاحظ يقول في بعض رسائله: إنه أغرى عبد الله بن علي بالمنصور ففطن له، وقتل[2] ومن المحقق أن الجاحظ لا يريد بإغرائه سوى ما كان من كتابة أمانه على هذا النحو الذي ضيق فيه على المنصور، ويقول ابن خلكان: إن ذلك كان عام 142 أو 143 أو 145، ومعنى ذلك أنه لم يعش في الدولة العباسية إلا نحو عشر سنين.
واشتهر ابن المقفع بأنه كان زنديقًا، وأنه إنما اتخذ الإسلام قناعًا لزندقته ومانويته، وممن أكد ذلك أبو الفرج الأصبهاني[3]، والبيروني[4] وابن خلكان[5] وصاحب خزانة الأدب[6]، ويقول المرتضى في أماليه: روي عن المهدي أنه قال: "ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع"[7]، ويقول المسعودي: "أمعن المهدي في قتل الملحدين لظهورهم في أيامه، وإعلانهم باعتقاداتهم في خلافته، لما انتشر من كتب ماني وابن ديصان، ومرقيون مما نقله عبد الله بن المقفع وغيره وترجم من الفارسية، والفهلوية إلى العربية"[8]، وفي الفهرست أنه ترجم كتابا في سيرة مزدك[9]، ويقال: إنه مر ببيت نار للمجوس بعد أن أسلم فلما رآه تمثل:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل ... حذر العدا وبك الفؤاد موكل
إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل10
ويقول بعض الرواة: إنه عارض القرآن بزعمه[11]، ونشر ميكائيل أنجلو جويدي سنة 1927 كتابا يسمى: "كتاب الرد على الزنديق اللعين ابن المقفع - [1] الوزراء والكتاب ص103، وما بعدها. [2] ثلاث رسائل للجاحظ "طبعة فنكل" ص 47. [3] أغاني "طبعة الساسي" 18/ 200. [4] تحقيق ما للهند من مقولة "طبعة ليبزج" ص 76. [5] انظر ترجمته في وفيات الأعيان 1/ 150. [6] خزانة الأدب للبغدادي 3/ 495. [7] أمالي المرتضى 1/ 134. [8] مروج الذهب للمسعودي "طبعة مصر" 4/ 242. [9] الفهرست ص 172.
10 أمالي المرتضى 1/ 135. [11] إعجاز القرآن للباقلاني ص 18.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 136