نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 271
ما زرفن، لا أدري والأمر أدب، أغناء ذلك أم ندب، كل خضباء[1] كخطيب في الغصن الرطيب، قد التثمت بقار، في المناقر، ووطئت في الدم بالقدم، وأضرم نارها الفؤاد، فالقلادة حمم، والثوب رماد، بل أسف ورقاء لاح لهال نجم الخرقاء، وكانت يمانية الدار، فهبط بها بعض الأقدار، أرضًا تهمة، لامرذة ولا مرهمة، فلما بصرت بسهيل، ذكرها أيام أهيل، عهدتهم في بلاد القرظ[2]، كلهم بها ليس بفظ، فضاق بغرامها الجيد، فهي تهتف وتجيد تخفف بخروج الأصوات، ما تجده من كرب الأموات، ظنت أن لا مناص، من ضنك الأقفاص، فهي تود أن الله مسخها زرقاء نهار مترنمة، أو ورقاء[3] يل مهينمة، لتفوز بالخلاص، من بعض الخصاص، ومستقري معمرة النعمان والفتنة عندنا صماء، طعان بالمران، ورماء إنما يجيء الضيف وقد سل السيف، ولو قدرت لم أقدح إلا بمرخ"[4]، ولا سكنت بلدًا غير الكرخ، ولكن نضوى[5] معقول، فرحم الله لبيدًا حيث يقول:
لما رأى لبد النسور تطايرت ... رفع القوادم كالفقير الأعزل6
وأنا أهدي إلى سيدي الشيخ -جمل الله الدنيا ببقائه- وإلى جماعة أصدقائه، وغلمانه سلامًا يؤنس موحش الإمرات، ويتصل من الشام إلى الصراة إذا مر بموقدي نار غضوية حسبوا غضاها[7] قطرًا، لتركه الهواء عطرًا"؟ [1] الأدب: المبهم. الخضباء من الحمام، هي التي يكون في لونها خطوط. [2] بلاد القرظ: بلاد اليمن. وسهيل وأهيل: نجمان ومرذة: يسقط عليها الرذاذ، وهو المطر الضعيف، ومرهمة: من أرهمت السماء أتت بالمطر الدائم. [3] ورقاء الليل: الذئبة. وزرقاء النهار: الهرة. [4] المرخ: شجر يتخذ منه الزناد الذي يقتدح به. والمران: رماح صلبة لدنة. [5] النضو: البعير المهزول من كثرة الأسفار.
6 لبد: نسر لقمان، ويضرب به المثل في طول السلامة. القوادم: أربع ريشات في مقدم الجناح. الفقير: المكسور فقار الظهر. الأعزل من الخيل: المائل الذنب في أحد الجانبين؟ [7] الغضا: شجر معروف، والصراة: موضع. والإمرات: الإمارات.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 271