responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 361
ونحته، له الخطب البديعة، والملح الصنعية"[1]، ويقول عنه ابن خلكان: "الشيخ المجيد أبو علي الحسين بن عبد الصمد بن الشخباء العسقلاني، صاحب الخطب المشهورة والرسائل المحبرة، كان في فرسان النثر، وله فيه اليد الطولى"، ويقال: "إن القاضي الفاضل -رحمه الله- كان جل اعتماده على حفظ كلامه، وأنه كان يستحضر أكثره"[2]. وواضح من هذه النصوص أن من كتبوا، عن ابن أبي الشخباء أشادوا ببلاغته، كما أشاروا إلى القاضي الفاضل، كان يحتذى على أمثلته، وينهل من معين صياغته، ولو بقيت رسائل إلى عصرنا لأمكن تتبع هذا الحكم، وبيان الصلة بين الأديبين الكبيرين: أديب العصر الفاطمي وأديب العصر الأيوبي، ولكن رسائله فقدت، ومع ذلك بقيت منها بقية في الذخيرة لابن بسام، ومعجم الأدباء لياقوت، وهي حقًا تؤكد الصلة بين عملي الرجلين، وانظر إلى ابن الشخباء يقول من رسالة، يهنئ فيها بهزيمة أتسز بن أوق الغزي الذي خرج في الشام، وقد كتب بها سنة تسع وستين وأربعمائة3:
"قد ارتفع الخلاف بين الكافة أن الله ذخر للدولة الفاطمية -ثبت الله أركانها- من الحضرة العلية المنصورة الجيوشية -خلد الله سلطانها- من حمى سوادها، ونصر أعلامها، وضم نشرها، وحفظ سريرها ومنبرها، بعد أن كان الأعداء -الذين ارتضعوا در إنعامها، وتوسموا بشرف أيامها، فطردت يد الاصطناع إملاقهم، وأثقلت قلائد الإحسان أعناقهم -خفروا ذمم الولاء، وكفروا سوابغ الآلاء، ففجأتهم الحوادث من كل طريق، ونعب بهم غراب الشتات، والتفريق واستباحتهم يد الشدائد، وأتى الله بنيانهم من القواعد، ولم تزل النفوس منذ طرق "أتسز" اللعين هذه البلاد، وأنجم فيها أنجم الفساد، وتعدى حدود الله وكلماته، وتعرض لمساخطته، ونقماته، عالمة بأن إملاء الحضرة العلية -مد الله ظلها على الكافة-لم يكن عن استعمال رخصة في هذه الحال، ولا سكون إلى عوارض من الإغفال والإهمال، بل هو

[1] الخريدة: الجزء الحاص بشعراء مصر وفلسطين ورقة 14.
[2] وفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 133.
3 معجم الأدباء 9/ 164.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست