نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 39
فزع نصر بن ربيعة ملك اليمن في تفسير رؤيا له[1]، وقد أخرجهما القصاص، ورواة الأخبار من عالم الواقع إلى عالم الخيال، فقالوا: إن سطيحا لم يكن فيه عظم سوى جمجمته، وإن وجهه كان في صدره ولم يكن له عتق، ولعله كان أحدب، أما شق فقالوا: إنه كان شق أو نصف إنسان له عين واحدة، ويد واحدة ورجل واحدة[2].
ومن كهانهم المشهورين المأمور الحارثي، وكان من فرسان مذجح، وكانت بأمره تتقدم وتتأخر[3]، وخنافر الحميري، وكان يزعم أنه دخل الإسلام بمشورة رئيه شصار[4]، وعوف بن ربيعة الأسدي، وهو الذي أشار على قومه بالثورة على حجر بن الحارث الكندي وقتله[5]، وسلمة الخزاعي الذي تنافر إليه هاشم بن عبد مناف، وأمية بن عبد شمس فنفر هاشما[6]، وسواد بن قارب الدوسي، وقد أدرك الإسلام[7]، وعزى سلمة وهو أكهنهم جميعا[8]، ووجد بجانب هؤلاء الكهنة بعض نسوة عرفن بالتكهن من مثل الشعثاء الكاهنة[9]، وزبراء[10]، وكاهنة ذي الخلصة[11]، والكاهنة السعدية[12] والزرقاء[13] بنت زهير، والغيطلة القرشية[14].
وروت كتب الأدب والتاريخ طائفة من أقوال هؤلاء الكهان، والكاهنات وخطابهم، وكلها تلتزم السجع، وما نشك في أن أكثر ما روي عنهم مصنوع، وإن من الخطأ أن يعتمد باحث على تلك المرويات، ويظنها صحيحة النسبة إلى من قيلت على ألسنتهم، لبسبب طبيعي، وهو أنها لم تكن مدونة ولا مكتوبة، [1] الكامل لابن الأثير "طبع ليدن" 1/ 301، والسيرة النبوية 1/ 15. [2] انظر عجائب المخلوقات للقزويني "طبعة وستنفلد" 1/ 171. [3] الاشتقاق لابن دريد 269، وانظر الأمالي 1/ 276، واسمه فيه المأمون. [4] الأمالي 1/ 133. [5] أغاني 9/ 84. [6] السيرة الحلبية 1/ 5. [7] السيرة النبوية 1/ 223. [8] البيان والتبيين 1/ 358. [9] مجمع الأمثال للميداني 1/ 91. [10] الأمالي 1/ 126. [11] مجمع الأمثال 1/ 223. [12] نفس المصدر 2/ 54. [13] أغاني "طبعة دار الكتب" 13/ 81. [14] سيرة ابن هشام 1/ 221.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 39