نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 71
فتخلص منه بكلام لطيف[1]. وممن وفد على معاوية روح[2] بن زنباع، وصحار العبدي، ويروى أن معاوية قال له: ما هذا الكلام الذي يظهر منك؟ قال: شيء تجيش به صدورنا، فتقذفه على ألسنتنا[3]، ومن الوافدين عليه سحبان وائل، وقد اشتهرت له خطبة خطب بها بين يديه، وكانت العرب تسميها الشوهاء من حسنها[4]، ومنهم الأحنف بن قيس سيد تميم، ومما نطق به في حضرته، معبرًا عن شكاة لقومه5:
"إن دافة دفت[6]، ونازلة نزلت، ونائبة نابت، ونابتة نبتت[7]، كلهم به حاجة إلى معروف أمير المؤمنين وبره، فقال معاوية: حسبك يا أبا بحر، قد كفيت الشاهد والغائب".
ولما فكر معاوية في جعل ابنه زيد وليا لعهده استقدم وفود العرب من الأمصار والبادية، فكانوا يخطبون بين يديه منوهين بيزيد، ومبايعين له، سياسة حكيمة منه، حتى يبرم الأمر من بعده لابنه[8]، ولما توفي وجلس ابنه يزيد مكانه دخل عليه عطاء بن أبي صيفي الثقفي، فخطب بين يديه بقوله9:
"يا أمير المؤمنين أصبحت قد رزئت خليفة الله، وأعطيت خلافة الله، وقد قضى معاوية نحبه، فغفر الله ذنبه، وقد أعطيت بعده الرياسة، ووليت السياسة، فاحتسب عند الله أعظم الرزية، واشكره على أفضل العطية".
وكان عبد الملك يجلس للوفود وخطبائها، وممن وفد عليه سعيد بن عمرو بن [1] البيان والتبيين 1/ 354-355. [2] نفس المصدر 1/ 358. [3] البيان والتبيين 1/ 96، وقارن 4/ 46 والعقد الفريد 4/ 31. [4] نفس المصدر 1/ 348، وانظر زهر الآداب 4/ 33.
5 البيان والتبيين 2/ 88. [6] دافة دفت: نازلة شديدة نزلت فاستأصلت ما بأيديهم، ويمكن أن يكون ذلك استعارة لفقراء البادية الذين أجدبوا ونزلوا بهم. [7] النابتة هنا: الصغار الناشئون، أما النائية، فيمكن أن يراد بهم الأضياف ينوبون القوم، وينزلون بهم. [8] البيان والتبيين 1/ 300، وانظر العقد الفريد 4/ 369 حيث روى طرفا من
تلك الخطب.
9 البيان والتبيين 2/ 191، وقارن بزهر الآداب 1/ 49.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 71