responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين    جلد : 1  صفحه : 188
إمَّا أن اخترت من بني أسد أشرفها بيتًا، وأعلاها في بناء المكرمات صوتًا، فقُدْنَاه إليك بنسعةٍ[1] تذهب شفرات حسامك بباقي قصرته[2]، فنقول: رجل امتُحِنَ بهالك عزيز, فلم يستلّ سخيمته[3] إلّا تمكينه من الانتقام.
أو فداءٌ بما يروح على بني أسد من نَعَمِها, فهي ألوف تجاوز الحسبة، فكان ذلك فداءً رجعت به القصب إلى أجفانها, لم يُرَدِّدْها تسليط الإحن على البراء.
وإمَّا أن وادعتنا إلى أن تضع الحوال، فتسدل الأُزر، وتُعْقَد الخمر فوق الرايات".
فبكى امرؤ القيس ساعة, ثم رفع رأسه فقال:
"لقد علمت العرب أنه لا كفء لحجر في دم، وإني لن أعتاض به جملًا ولا ناقة, فأكتسب به سُبَّة الأبد، وفتَّ العضد.
وأما النظرة فقد أوجبتها الأجنَّة في بطون أمهاتها، ولن أكون لعطبها سببًا, وستعرفون طلائع كندة من بعد ذلك تحمل في القلوب حنقًا[4]، وفوق الأسنة علقًا5:
إذا جالت الحرب في مأزقٍ ... تصافح فيه المنايا النُّفُوسَا
أتقيمون أم تنصرفون?".
قالوا: "بل ننصرف بأسوأ الاختيار، وأبلى الاجترار، بمكروه وأذية, وحرب وبلية".
ثم نهضوا عنه, وقبيصة يتمثَّل:
لعلك أن تَسْتَوْخِمَ الورد إن غَدَتْ ... كتائبنا في مأزق الحرب تمطر
فقال امرؤ القيس: "لا والله! ولكن أستعذبه، فرُوَيْدًا ينفرج لك دجَاهَا من

[1] النسع -بالكسر: سير ينسج عريضًا على هيئة أعنَّة النعال تشد به الرحال، والفعلية منه لسعة.
[2] القصرة أصل العنق.
[3] السخيمة: الحقد.
[4] الحنق: الغيظ، أو شدته.
5 العلق: محركة الدم عامة، أو الشديد الحمرة، أو الغليظ، أو الجامد.
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست