نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 287
بذلك في الشعر وفي الكلام المنثور لا يقال إنه التزام؛ لأنَّ المتلزم ما لا يلزم له مندوحة في العدول إلى غيره، وههنا لا مندوحة.
ومن لطيف ذلك ما يروى لامرأة من البصرة مَجَنَت بأبي نواس، فقالت:
إنَّ حِرى حزنبل حزابيه ... إذا قعدت فوقه نبابيه1
كالأرنب الجاثم فوق الرابيه
وكذلك ورد قول أبي تمام، وهو2:
خدم العلا فخَدَمنه وهي التي ... لا تخدم الأقوام ما لم تُخْدَم
فإذا ارتقى في قلةٍ من سؤددٍ ... قالت له الأخرى بلغت تقدَّم
وعلى هذا الأسلوب قوله أيضًا3:
ولو جرَّبتني[4] لوجدت خرقًا ... يصافي الأكرمين ولا يصادي
جديرًا أن يكر الطَّرف شزرًا ... إلى بعض الموارد وهو صاد
وله من أبيات تتضمَّن مرثية5:
لقد فُجِعَت عتَّابه وزُهَيْرَه ... وتغلِبُه[6] أخرى الليالي ووائله
ومبتدر المعروف تسرى هباته ... إليهم ولا تسرى إليهم[7] غوائله
طواه الردَّى طي الرداء وغيبت ... فضائله عن قومه وفواضله
طوى شيمًا كانت تروح وتغتدي ... وسائل من أعيت عليه وسائله
1 الحزنبل: المشرف، والحزابية: الغليظ.
2 ديوان أبي تمام 313 من قصيدة يمدح بها أبا الحسين محمد بن الهيثم، ومطلعها:
نثرت فريد مدامع لم تنظم ... والدمع يحمل بعض شجو المغرم
3 ديوان أبي تمام 81 من قصيدة يمدح بها أبا عبد الله أحمد بن أبي داود، ويعتذر إليه ومطلعها:
سقى عهد الحمى سبلي العهاد ... وروض حاضر منه وباد [4] رواية الديوان "ولو كشفتني", والخرق: السخي، ويصادي: يعارض.
5 ديوان أبي تمام 377 من قصيدة يرثي بها القاسم بن طوق، ومطلعها:
جوى ساور الأحشاء والقلب واغله ... ودمع يضيم العين والجفن هامله [6] في الأصل "وثعلبة" والصواب عن الديوان، وفجعت أصيبت، وعتاب وزهير وتغلب ووائل قبائل. [7] المبتدر: المسرع، الغوائل: المهلكات.
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 287