نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 303
فمن ذلك لفظة الثُّلث، والرُّبع ... إلى العشر, فإن الجميع على وزن واحد، وإذا ثقَّلنا أوساطها فقلنا: ثلَّث وربَّع وخمَّس ... وكذلك إلى عشَّر، فإن الحسن من ذلك جميعه ثلاثة، وهي الثُّلُث والخُمُس والسُّدُس، والباقي وهو الربع والسبع والثمن والتسع والعشر، ليس كالأول في حسنه هذا, والجميع على وزن واحد وصيغة واحدة, والجميع حسن في الاستعمال قبل أن يثقَّل وسطه، ولما ثُقِّل صار بعضه حسنًا وبعضه غير حسن.
وكذلك تجد الأمر في أسماء الفاعلين كالثلاثي منها نحو: "فَعَلَ" -بفتح الفاء والعين، "وفَعِلَ" -بفتح الفاء وكسر العين، "وفَعُلَ" -بفتح الفاء وضمّ العين، فإن هذه الأوزان الثلاثة لها أسماء فاعلين.
أما "فَعَلَ" -بفتح الفاء والعين- فليس له إلّا اسم واحد أيضًا، وهو "فاعل"، ولا يقع فيه اختلاف.
وكذلك "فعل" -بفتح الفاء وضم العين- فليس له إلّا اسم واحد أيضًا، وهو "فعيل"، ولا يقع فيه اختلاف إلّا ما شذَّ.
لكن "فعل" -بفتح الفاء وكسر العين- يقع في اسم فاعله الاختلاف استحسانًا واستقباحًا؛ لأنّ له ثلاثة أوزان، نحو: "فَاعِل" و"فَعِل" و"فَعْلان"، تقول منه: "حَمَدَ" فهو "حَامِد", و"حَمِدَ" و"حَمْدَان".
وقد جاء على وزنه "فَرِحَ" تقول منه: فَرِحَ زيدٌ، فهو فَرِحٌ، وهو الأحسن، ولا نحسن أن يقال: "فارح" ولا "فرحان"، وإن كان جائزًا، لكن "فرحان" أحسن من "فارح".
وقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم، فلم تستعمل إلّا على "فرحٍ" لا غير، كقوله تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وكقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [2].
1 سورة الروم: الآية 32. [2] سورة القصص: الآية 76.
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 303