نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 144
جعل اللسان واليد سواء فيما جرحا، ولما أخر الله المغفرة عن ألخائضين فيها حتى يصطلحا؛ فكن أنت ممن أطاع تقواه لا هواه، واتّبع من علم الحق فرآه أو سمعه فرواه، واعلم أن تهاجر الأخوين فوق الثلاثة من منهيّات الحرام، وأن الفائز بالأجر منهما هو البادئ بالسلام، ودفع السيئة بالحسنة يجعل العدو وليّا حميما، وقد جعل الله المتخلق بهذا الخلق صابرا وجعل له حظا عظيما، والشيطان إنما يحوم على آثاره مواقع الشّنآن، ولا يحمد من أعمال بنيه شيئا إلا ما زيّل بين الإخوان.
في هذا الفصل معاني آيات وأخبار، وهذا الموضع مختص بذكر الأخبار دون الآيات؛ فأول المعاني المأخوذة من الأخبار قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أتاك أحد الخصمين وقد فقئت عينه فلا تحكم له، فربّما أتى خصمه وقد فقئت عيناه» ؛ وأما المعنى الثاني فقوله صلّى الله عليه وسلّم: «سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر» ؛ وأما المعنى الثالث فقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الأعمال تعرض على الله يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكلّ امرئ لا يشرك بالله شيئا إلّا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء؛ فيقول: اتركوا هذين حتّى يصطلحا» ؛ وأما المعنى الرابع فقوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث» ؛ وأما المعنى الخامس فقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا التقى المتهاجران فأعرض هذا وأعرض هذا فخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام» ؛ وأما المعنى السادس فقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ إبليس له عرش على البحر فيبثّ بنيه في آفاق الأرض، فيأتي أحدهم فيقول: فعلت كذا وفعلت كذا؛ فيقول: ما فعلت شيئا، ويأتي أحدهم فيقول: زيّنت بينه وبين أخيه أو بينه وبين زوجته؛ فيقول: نعم الولد أنت» .
فانظر كم في هذه الأسطر اليسيرة من معنى خبر نبوي، هذا سوى ما فيها من معاني الآيات، وإذا عددت هذه الكلمات المذكورة في هذه الأسطر وجدتها جميعا منتظمة من الآية والخبر، وهذا مما يدلك على الإكثار من المحفوظ واستحضاره عند الحاجة إليه على الفور.
ومن ذلك ما ذكرته في صدر كتاب، وهو جواب عن كتاب يتضمّن تهديدا وتخويفا، فقلت: ورد الكتاب مضمّنا من الوعد والوعيد ما آنس نفس المملوك
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 144