نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 312
شرابك في السّراب إذا عطشنا ... وخبزك عند منقطع التّراب
وما روّحتنا لتذبّ عنّا ... ولكن خفت مرزئة الذباب
فالبيت الثاني من هذين البيتين هو المشار إليه بأنه معنى مبتدع، ويحكى عن الرشيد هرون رحمه الله أنه قال: لم يهج باد ولا حاضر بمثل هذا الهجاء.
ومن هذا الباب قول مسلم بن الوليد «1» :
تنال بالرّفق ما تعيا الرّجال به ... كالموت مستعجلا يأتي على مهل
ومن هذا الباب قول علي بن جبلة:
تكفّل ساكن الدّنيا حميد ... فقد أضحت له الدّنيا عيالا
كأنّ أباه آدم كان أوصى ... إليه أن يعولهم فعالا
وهذا معنى دندن حوله الشعراء، وفاز علي بن جبلة بالإفصاح عنه.
وقد قيل: إن أبا تمام أكثر الشعراء المتأخرين ابتداعا للمعاني، وقد عدّت معانيه المبتدعة فوجدت ما يزيد على عشرين معنى.
وأهل هذه الصناعة يكبرون ذلك، وما هذا من مثل أبي تمام بكبير؛ فإني أنا عددت معانيّ المبتدعة التي وردت في مكاتباتي فوجدتها أكثر من هذه العدة، وهي مما لا أنازع فيه، ولا أدافع عنه؛ فأما ما ورد لأبي تمام فمن ذلك قوله «2» :
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 312