نام کتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب نویسنده : السري الرفاء جلد : 1 صفحه : 84
كأنَّما صَبَغتهُ وجْنتنا خجلٍ ... قد حلَّ عقدَ سراويلٍ وأزرارا
فلو رآهُ حبيسٌ فوقَ صومعةٍ ... لقالَ في مثل هذا أدخلُ النَّارا
الناشئ:
قُضُب الزَّبرجد قد حملنَ شقائقاً ... أثمارُهنَّ قُراضةُ العِقبانِ
وكأنَّ قطرَ الطلِّ في أهدابهِ ... كحلٌ مَرَته فواترُ الأجفانِ
آخر:
الوردُ أحسنُ منظراً ... تتمتَّعُ الألحاظُ منهُ
فإذا تولَّى حينُه ... وردُ الخدود ينوبُ عنهُ
الباب الثامن عشر
الأُقحوان
أبو عبادة:
ومن لؤلؤٍ في الأُقحوانِ مُنظّم ... على نكَتٍ مُصفرةٍ كالفرائدِ
يذكِّرنا ريَّا الأحبَّةِ كلّما ... تنفَّس في جنحٍ من اللَّيلِ باردِ
آخر:
كلّ يوم بأُقحوانٍ جديدٍ ... تضحكُ الأرضُ من بكاء السَّماءِ
وسطَها جُمَّةٌ من الشَّذْر حُفَّت ... بثُغور من فضَّةٍ بيضاءِ
طلّها القطرُ فهي تنضاعُ نشْراً ... عنبريّاً تُثيرهُ في الفضاءِ
الناجم:
وشذورٍ من خالصِ التبرِ ضُمَّتْ ... ضمَّةً حولها ثغورُ الأقاحي
يتضاحكْنَ عن مُؤشر دُرٍّ ... عبقاتٍ معنبراتِ الرِّياحِ
طالعاتٍ فويقَ ساقٍ دقيقٍ ... مُتثَنٍّ من سُكرهِ وهو صاحِ
الواسطي في الأقحوان والورد:
أرى أُقحواناتٍ يُطفنَ بناصعٍ ... من الوردِ مخضرِّ العيون نَضيدِ
تُميِّلُها ريحُ الصَّبا فكأنَّها ... ثغورٌ وهَتْ شوقاً للثْمِ خدودِ
الباب التاسع عشر النَّرجس
ابن المعتز:
وعُجنا إلى الروض الذي طلَّهُ النَّدى ... وللصبح في ثوبِ الظَّلامِ حريقُ
كأنَّ عيونَ النَّرجس الغضِّ بينه ... مداهِنُ دُرٍّ حَشوهُنَّ عقيقُ
إذا بلَّهنَّ القطرُ خلتَ دموعَها ... بكاءَ جفون كحلُهُنَّ خلوقُ
ابن الرومي، في تفضيله على الورد: للنَّرجسِ الفضلُ المبينُ لأنَّهُ ... زهرٌ ونَوْرٌ وهو نبتٌ واحدُ
هذي النجومُ هي التي ربَّتْهما ... بِحيا السَّحابِ كما يُربِّي الوالدُ
تَحكي مصابيحَ السَّماءِ وتارةً ... تحكي مصابيحَ الوجوهِ تُراصدُ
فانظرْ إلى الولَديْن من أوفاهما ... شبهاً بوالدهِ فذاكَ الماجدُ
أينَ الخدودُ من العيونِ نَفاسةً ... ورئاسةً لولا القياسُ الفاسدُ
وقال أبو محمد المهلبي يوماً لندمائه: هاتوا أحسن ما رويتم في النَّرجس. فأنشد بعضهم قول المعذَّل:
أما ترى الشَّمسَ قد لانتْ عريكَتُها ... وقد تورَّقتِ الأشجارُ والقُضُبُ والنَّرجسُ الغضُّ لا حانتْ مقاطعهُ ... كأنَّهنَّ عيون ما لها هُدُبُ
فإنَّها فضةٌ تعلو زُمرُّدةً ... خضراءَ يضحكُ منها ناظرٌ ذهبُ
وأنشد الثاني قول ابن الرومي:
يا نرجسَ الدُّنيا أقمْ أبداً ... لتوفّر الأفراحِ والنخَبِ
درَّ الجفونِ إذا مَثَلت لنا ... ذهبَ العيونِ زبرجدَ القُضُبِ
وأنشد الثالث قول البسَّامي:
تَرنو بأحداقِها إليكَ كما ... تَرنو إذا خافتِ اليعافيرُ
مثلَ اليواقيت قدْ نُظِمنَ على ... زبرجدَ بينهنَّ كافورُ
وأنشد الرابع قول الناشئ:
أخصُّ الصّفات التي ... تناوَلَها عن كثَبْ
عيونٌ بلا أوجه ... لها حدَقٌ من ذهبْ
وأنشد الخامس قول ابن أبي البغل:
كأنَّما نرجسُهُ الغضُّ النَّدي
سُموطُ درٍّ في عُقود عَسجدِ
قد رُكِّبتْ في قُضُب الزَّبرجدِ
وأنشد هو:
كأنَّما النَّرجسُ في روضهِ ... إذا ثنتْهُ الرِّيحُ من قُربِ
أقداحُ ياقوتٍ تُعاطيكَها ... أناملٌ من لؤلؤٍ رطْبِ
واختاره على الجميع.
عبد الله بن طاهر:
ثلاثُ عيون من النَّرجسِ ... على قائمٍ أخضرٍ أملسِ
كياقوتةٍ بين درٍّ علا ... زبرجدةً مُنية الأنفسِ
يذكِّرني ريحُهنَّ الحبي ... بَ فيُنغصُني لذَّةَ المجلسِ
وأحسنُ ما في الوجوهِ العيو ... نُ وأشبهُ شيءٍ من النَّرجسِ
الصنوبري، وأحسن في تشبيهه:
يا مُهديَ النَّرجس أهديتَهُ ... ذا مُقلٍ ما أخطأتْ مُقلتي
أهديتَهُ أشبه شيءٍ بها ... في شدَّةِ الحيرةِ والصفرةِ
نام کتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب نویسنده : السري الرفاء جلد : 1 صفحه : 84