responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 18
وللشعب, يعيشون لأنهم كانوا يعربون عن ذات نفسه, يصورون له آماله ليحرض عليها, ويَجِدَّ في تحقيقها, ويفتحون له آفاقًا جديدةً من الأمل ليسرع إليها, ويمعن فيها، ويصورون له آلامه ليبرأ منها, ويضع عن نفسه أثقالها.
وأيسر القراءة فيما كانوا يكتبون, وكما يظهر في سلسة: "أدب المقالة الصحفية" تبين ذلك في غير لبسٍ ولا غموض, فهم الذين صوروا له الاستقلال وزينوه في قلبه, وهم الذين بغضوا إليه الاحتلال, وأثاروه على الإنجليز، وهم الذين كَرَّهوا له الاستبداد, وأطمعوه في الحرية, وأغروه بالإلحاح في طلبها، وهم الذين أعدوه للثورة, وأسخطوه على حياةٍ سيئةٍ كان يحياها, وهيأوا ضميره ليسرع إلى الخير حين يدعى إليه، وينصرف عن الشر حين يُرَدُّ عنه، ويتقبل الإصلاح حين يُعْرَضُ عليه، وهم قاوموا الاستبداد, ولقوا في مقاومته ضروبًا من الأذى, وفنونًا من النكر، وهم قوّموا المعوجِّين من الحكام, وجَدُّوا في صرف الشعب عنهم, وتزهيده فيهم.
فعلوا كل هذا, وتَقَبَّلَ الشعب منهم ما فعلوا, واستجاب الشعب لهم حين يخطبون أو يتحدثون".
وفي دراسات د. حمَزة, التي ضمنها سلسلة: "أدب المقالة الصحفية" يتضح أن الصحفيين في المدرسة التجديدية، وقد جمعوا بين الثقافتين، استطاعوا بجهودهم أن يؤصلوا لغة الفن الصحفيّ العربيّ التي تقترب من لغة الأدب, وتمتاز بالسلالة والواقعية والتبسيط.
وهذا التقارب الذي تكشف عنه البلاغة الجديدة بين مستويات اللغة العلمية والأدبية والعملية، إنما يدل على تجانس المجتمع، وتوازن طبقاته وحيوية ثقافته، ومن ثَمَّ إلى تكامله وسلامته العقلية، فمن الثابت أن العصور التي يسود فيها نوعٌ من التألف بين هذه المستويات, هي غالبًا أزهى العصور وأرقاها.
يمتاز المقاليُّون التجديديون بأن ولاء مدرستهم يرتبط بالبيئة المتحضرة التي يعيش فيها الكاتب للجمهور وبالجمهور, تتبين هذه الميزة إذا نظرنا إلى المدرسة التقليدية من جهةٍ, وإلى العقاد والمازني وهيكل وطه حسين في المدرسة التجديدية من جهةٍ أخرى، فقد كان الكاتب التقليديّ لا يعيش لأدبه, وإنما يعيش بأدبه, في حاجة إلى حمايةٍ تكفل له ما يجب من العيش والمكانة, ولا بد له من "مسين" كما يقول الأوربيون، يحميه ويعطيه, ويحيطه بالرعاية والعناية، ويدفع عنه العاديات والخطوب, أما الأربعة الآخرون, فثائرون على هذا النوع من الحياة والأدب, يكبرون

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست