نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 300
غير أنه إلى جانب هذا التخصص العلميّ أو الفنيّ لا غنى للمثقفين في الأمة عن الأخذ من كل علم من العلوم الإنسانية بطرفٍ، وبهذه الطريقة تستروح العقول البشرية من جهة، ويحدث التوازن العقليّ والروحيّ للمواطن المثقف من جهة ثانية.
وقد أدركت الصحافة منذ نشأتها هذه الحقيقة، فدرجت على إمداد قرائها من حينٍ لآخر بتلك الفصول العلمية المفيدة, والمقالات الفنية الطريفة يتعلمون منها حينًا، وتسلون بها أحيانًا، ويجدون في كلتا الحالتين لذة عقليةً، ربما لا تضار عنها لذة مادية من لذائذ الحياة.
ثم إن القراء أنفسهم -بالقياس إلى المقال العلميّ- طبقتان, كما سبقت الإشارة إلى ذلك:
طبقة لا تعرف إلّا علمًا واحدًا، أو فنًّا مفردًا، ولا صلة لها تقريبًا بغير ذلك من العلوم أو الفنون, وطبقة لا تعرف شيئًا من هذا أو ذاك، ولم يتخصص في شيء من هذا أو ذاك, ولكنها تميل إلى أن يكون لها بعض الإلمام بهذا الشتات من المعلومات.
وما دام الأمر كذلك, فلا مناص للصحيفة من الاعتراف بهذا الوضع, والتقيد بهذا القيد في كتابة هذا النوع من أنواع المقال، وبعبارة أخرى, ينبغي أن تتوافر في المقال العلميّ الذي تنشره الصحيفة شروط عدة، منها ما يلي:
أولّا: الإقلال جهد المستطاع من المصطلحات العلمية المعروفة عند أهل هذا العلم أو ذاك من العلوم التي يتعرض لها المقال.
ومعروف أن لكل علمٍ منها عشرات، بل مئات من المصطلحات, يعرفها المشتغلون بهذا العلم معرفةً جيدة، وكلما جَدَّ جديد من هذه المصطلحات، بادروا إلى معرفته، وأخذوا في تداوله، أما غيرهم
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 300