نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 324
المقال الافتتاحيّ في الواقع إلّا محاولةً هادئةً لجذب القراء، وإشعارهم بأنهم شركاء في حل المشكلات العامة، وتوجيه السياسة التي تتبعها الدولة، أو يتبعها المجتمع، فإذا شعر القارئ يومًا ما بغير هذا الشعور, انصرف عن الصحيفة، ولو كان الحق معها، والصواب في جانبها.
رابعًا: خصيصة الإقناع عن طريق الشواهد والأمثلة المشتقة -كما قلنا- من الأحداث الجارية في الحاضر، والأحداث التي جرت في الماضي، والتجارب الإنسانية التي يختزنها الكاتب في ذاكرته, إما بطريق الممارسة، وإما بطريق الإطلاع، ولهذه الشواهد والأمثلة حَيِّزٌ كبير في المقال الافتتاحيّ، وهي مجال واسع يتبارى فيه كتاب الصحف، ويظهر فيه علمهم واطلاعهم ووقوفهم على التاريخ العام والتاريخ الخاص.
خامسًا: خصيصة الجدة الزمنية، أو مسايرة المقال للأحداث، ومعنى ذلك: أنه ينبغي للمقال الافتتاحيّ أن يعالج موضوعات الساعة، ومشكلة اليوم، ويهتم بالأفكار التي تشغل أذهان الناس وقت ظهور الصحيفة.
وبذلك تضمن الصحيفة أن يكون لها قراء ينتظرون رأيها في كل حادثة تحدث لهم، أو فكرة تولد بينهم، أو وضع الأوضاع السياسية أو الاجتماعية، أو الاقتصادية, يراد نقلهم إليه.
سادسًا: خصيصة التوجيه والإرشاد، وهي شيء يختفي دائمًا وراء أسلوب الكاتب، فلا ينبغي أن يكون في شكل موعظة، أو نصيحة، أو أمر، أو نهي أو زجر، أو تعليمات يبعث بها الكاتب من فوق منبر الصحيفة، ليحاول أن يؤثر بذلك في الرأي العام.
إنما الكاتب الصحفيّ -كما قلنا ذلك مرارًا- صديق القارئ وشريكه في تكوين هذا الرأي.
ومع هذا وذاك, فإن كثيرًا من الصحف التي تعتبر نفسها "صحف رأي"
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 324