نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 332
في صحف أمريكا لا يتجاوزون 18.8%, وأن 78.9% منهم يلقون نظرة عجلى إلى المقال دون قراءته من أوله إلى آخره!
فإذا كان هذا هو الشأن في بلاد كأمريكا، فما ظننا بقراء المقال في بلاد كمصر, أو في أي قطر من أقطار الشرق؟
وكم نود أن يجري العلماء عندنا بحوثًا كهذه البحوث؛ ليقيسوا بها ميول القراء المصريين, ورغبتهم في قراءة الخبر أو المقال، وإن كنا نستطيع أن نتكهن منذ الآن, بأن نسبة قراء المقال في مصر لا تكاد تزيد عن 3 أو 4 أو 5% على أكثر تقدير.
ولكن ليس معنى ذلك أن الصحيفة يحسن بها أن تعدل عن المقال، أو أن ذلك يقلل من قيمة المقال؟ كلّا لا ينبغي مطلقًا أن تزعجنا هذه النسبة القليلة لقراء المقال في الصحيفة، فنحكم حكمًا قاسيًا على المقال بأنه قليل الأهمية بالقياس إلى الخبر في الصحيفة.
لا يصحُّ أن يزعجنا ذلك، فإنما الصحيح هو العكس؛ إذ يجب علينا أن نلاحظ أن عدد القراء المستنيرين في كل أمة لا يزيد غالبًا عن هذه النسب التي أشرنا إليها، وذكرنا أمثلة منها.
ومع أن هذا العدد من المستنيرين قليل في الأمة دائمًا، فإن هذه القلة هي صاحبة الحل والعقد، وهي وحدها القادرة على قيادة الأمة في كل وقت.
من أجل ذلك نجد في كل أمة من الأمم نوعين من الصحف عادةً؛ صحافة يكتبها الصفوة للصفوة، وصحافة يكتبها الدهماء للدهماء.
الأولى: وهي صحافة للصفوة الصفوة، صحافة حقيقية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى.
والأخيرة: وهي صحافة الدهماء للدهماء، سلعة من السلع، لا أكثر ولا أقل!
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 332