نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 337
ثم هناك العمود الرياضيّ، والعمود الزراعيّ، والعمود الاقتصاديّ، وهكذا.
وأكثر من هذا وذاك, أننا وجدنا العمود الصحفيّ يستقل بموضع من مواضع الصحيفة يتعود عليه القراء، ويطالعون فيه رأي الكاتب في الأبواب المختلفة من سياسةٍ، واجتماعٍ، وأدبٍ، وعلومٍ، واقتصادٍ، كما نجد ذلك في الأهرام والأخبار بعنوان: "ما قَلَّ ودَلَّ" لأحمد الصاوي، وفي الأخبار بعنوان: "نحو النور" لمحمد زكي عبد القادر، وفي الأخبار كذلك بعنوان: "فكرة" لعلي أمين، وفي صحيفة القاهرة بعنوان: "بين السطور" لحافظ محمود، وفي صحيفة الجمهورية بعنوان: "خاطر الصباح" لأحمد قاسم جوده.
وإذن فليس هناك فرق بين المقال والعمود من حيث الموضوع؛ فكلاهما يعالجان جميع هذه الأمور، وكلاهما يخوضان كل هذه الميادين، ومعنى ذلك أنه من الصعب علينا أن نميِّزَ بين هذه الفنون الثلاثة، وهي: العمود، والمقال، والقصة الإخبارية، على أساس الموضوع، وإذن فلنبحث عن أساس آخر يمكن أن تقوم عليه هذه التفرقة.
ألا يكون الفرق بينهما آتيًا من ناحية الأسلوب؟
إن المواد الصحفية يمكن تقسيمها على أساس الأسلوب إلى قسمين:
الأول: القصة الإخبارية التي تطغى عليها الناحية الموضوعية، والتي لا تذيل غالبًا بتوقيع كاتبها؛ لأن القصة الإخبارية الواقعة في الحقيقة إنما يشترك في كتابتها أفراد عديدون في الصحيفة الواحدة.
والثاني: المواد غير الإخبارية، وهي المواد التي يذيل معظمها بتوقيع كاتبها، ولا يختفى الطابع الشخصيّ في الكثير منها، ومثلها العمود الصحفيّ على اختلاف ألوانه، ولا يستثنى من ذلك غير "المقال الافتتاحيّ" الذي قلنا: إنه يعبر عن سياسة الصحيفة، ولا يكون عليه توقيع كاتبه إطلاقًا.
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 337