نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 344
لا يستطيع فيه القراء أن يجدوا في أنفسهم غنًى عن محرر العمود الذي يشاركهم في عواطفهم الخاصة والعامة، ويهوِّنُ عليهم متاعب الحياة التي يحيونها، والصعاب التي يلاقونها، ويدرس معهم النماذج البشرية التي يلتقون بها دائمًا في طريق الحياة.
وكم للسطور القليلة التي يكتبها محرر العمود من تأثير في النفوس، ولو كانت هذه السطور من محض خيال الكاتب, فإنها تؤثر في أخلاقه وطباعه، كما تؤثر القصة الطويلة التي يكتبها أديبٌ بارعٌ، ويريد بها تغيير نفس القارئ، أو تصحيح فكرة من أفكاره، أو معتقد من معتقداته, والأمثلة على هذا كثيرة لا تحتاج إلى بيان.
من أجل ذلك, حرصنا على أن يكون كتاب العمود أحرارًا في أفكارهم، أحرارًا في تعبيرهم، حتى يكون لأعمدتهم صدًى كبير في نفوس القراء، فإن وافق ذلك هوًى من الصحيفة التي يكتبون فيها فذاك، وإلّا فلكاتب العمود في هذه الحالة أن يترك العمل في الصحيفة.
رابعًا: شكل الهرم المعتدل في الصياغة:
ما أشبه العمود في هذا بالمقال؛ إذ يبدأ المحرر بالفكرة التي يدور حولها العمود، ثم يواصل الإتيان بالأمثلة والشواهد، أو الأدلة والبراهين, ثم يأتي بالنتيجة التي أراد الوصول إليها في النهاية.
وكثيرًا ما يكون العمود على شكل رسالةٍ من بعض القراء إلى الكاتب الذي يرد عليه، وفي هذه الرسالة يبسط القارئ شكواه من أمر معين، أو تأييده لوضع معين، فيكون على محرر العمود في هذه الحالة أن يرد على القارئ، وأن يؤيد فكرته بالحجج والشواهد، وأن يوجه الخطاب إلى ولاة الأمور بعد ذلك لكي يزيلوا أسباب هذه الشكوى، أو يزدادوا ثقةً بفائدة المشروع الذي كتبت من أجله الرسالة.
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 344