نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 369
ثالثًا: يشترط في الناقد المسرحيّ كذلك, أن يكون نزيهًا في الحكم، عفَّ اللفظ في النقد، مهذَّبَ العبارة في التوجيه، وإلّا سقطت هيبته، من أعين الجمهور، وسقطت معه "صفحة الفنون", ثم ما أسرع ما يتهمه الناس بعدئذ بأنه لا يكتب للفن، وإنما يكتب سعيًا وراء الربح الماديّ البحت، وربما بالغ أعداؤه كذلك فاتهموه بمد يده إلى أصحاب المسارح ودور السينما، يأخذ منهم الرشوة في سبيل كلمةٍ طيبةٍ يمدح بها عملهم؛ من حيث لا يستحقون شيئًا من هذا المدح.
رابعًا: أما اللغة التي تستخدم في نقد المسرح والسينما, فلسنا بحاجةٍ إلى القول بأنها ينبغي أن تكون في مستوى أعلى من اللغة التي يستخدمها المحرر الرياضيّ؛ إذ المسرح والسينما كالشعر والموسيقي من الفنون الرفيعة التي يجب أن يصطنع لها الكاتب لغةً مكافئةً لها، من حيث السموِّ والرفعةِ، وتصل هذه اللغة إلى الذروة على أيدي النقاد المثقفين الذين يتعرضون لنقد الروايات الإنسانية الخالدة، وللقصص الفلسفية الرائعة.
وفي باب المسرح والسينما -من أبواب الصحيفة الحديثة- يجد القارئ أخبارًا عن الممثلين والممثلات، وملخصًا لبعض القصص السينمائية أحيانًا، وإن وجدت فرقة موسيقية، أو فرقة "باليه" بالمدينة, كان على الصحيفة أن تبادر إلى نشر كل ما يتصل بهذه الفرق، من ذكر أسماء القطع الفنية، وأسماء العازفين، والراقصين، وطرق العزف أو الرقص، وغير ذلك من المعلومات التي يرحب بها قراءة هذه الصحفة من صفحات الجريدة.
ويعنى هذا الباب -فيما يعنى به كذلك- بالفرق الاستعراضية على اختلافها، وإن كانت السينما قد طغت على الصحف في هذا الميدان طغيانًا مبينًا، بحيث لم تدع لها فرصةً للتنافس معها في شيء من ذلك.
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 369