نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 402
ويسجل ما يراقب، ويفسر الأشياء كما تبدو لناظره، ثم يدع خياله يمرح في مغزاها.
والغاية من هذا كله أن يحس إحساسًا عميقًا بصفات الأشياء، ويلقي عليها نورًا واضحًا رقيقًا، لعله بهذا وذاك يستطيع أن يزيد الناس إحساسًا بالحياة، وأن يهيئهم لما اشتملت عليه من المفاجأت المفرحة حينًا، والمحزنة حينًا آخر"[1].
"إن المقالة قد تدور حول شيءٍ مما أبصره المؤلف أو سمعه أو شمه أو تصوره أو اخترعه أو توهمه، ولكن المهم أن يكون قد ترك في نفس الكاتب أثرًا خاصًّا، وتكون في ذهنه منه صورة خاصة, ويتوقف مجال المقالة على مجال الفكر الذي تصور، ثم سجل ما تصور, فالعبرة إذن بأن يحس الكاتب إحساسًا قويًّا بموضوعه، وأن يعبر عنه بعبارة قوية رائعة"[2].
لقد درجت صحيفة "المؤيد" لصاحبها السيد "علي يوسف" على نشر مقالاتٍ أمريكيةٍ من حينٍ لآخر، اشتهر بها كاتب أمريكيّ معروف في ذلك الوقت، واستأثرت هذه المقالات بإعجاب الجمهور المصريّ يومذاك، فذهب أحد المعجبين بها في مصر إلى أمريكا، واحتال حتى وصل إلى هذا الكاتب الأمريكيّ وسأله، كيف تكتب المقال؟ فأجاب:
أقضي نهاري في مراقبة الناس وأحوالهم, وفي مطالعة أفضل الكتب والمؤلفات، ومتى اختمر في عقلي المعنى الذي اخترته موضوعًا لكتابة المقال, أتيت غرفتي هذه، وكتبت مقالتي على الآلة الكاتبة. [1] محمد عوض محمد "محاضرات في فن المقالة الأدبية" ص64، نقلًا عن الكاتب الإنجليزي بنسن Benson. [2] نفس المصدر ص63.
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 402