نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 549
على السمعة في نهاية الأمر، ولكل مرحلة من هذه المراحل الثلاث خطة للتحرير خاصة بها.
ومهما يكن من شيءٍ, فللرسالة الإعلانية في ذاتها جانب نفسيّ، وآخر فنيّ، وفي الأخير تهتم بالألوان والظلال، وبما تحمل هذه الأشياء من المعاني إلى القارئ, وفي الأول تهتم الصحيفة بأمور أخرى، من أهمها: التحرير، وهنا ننصح لكتاب الرسائل الإعلانية بدراسة جزء من علم البلاغة.
ولا نعني بهذا الجزء المحسنات اللفظية, وإنما نعنى به المحسنات المعنوية، وهي كثيرة جدًّا في هذا العلم أو الفن، ومنها على سبيل المثال في البلاغة العربية: "قالب المدح بما يشبه الذم، وقالب الحض بما يشبه التحذير".
ومن الأمثلة على هذا الأخير عبارة كتبت يومًا في عربات السكة الحديدية بمدينة لندن, إعلانًا عن السجاير المصرية، هذا نصها:
"الدخان ممنوع، ولو كانت سجاير البستاني".
مر صديقٌ لي بحيّ من أحياء القاهرة، هو حيّ مصر القديمة، فوجد عبارةً مكتوبةً على باب فوَّال -أعنى بائع الفول المدمس- هذا نصها:
"إذا خلص الفول أنا غير مسئول"
فعجبت لهذه العبارة الإعلانية البديعة Slogan، ودهشت لهذا القدر من التوفيق في كتابة هذه العبارة، ولصدورها من رجل أميٍّ هدته سليقته الإعلانية إلى اختيارها؛ بحيث تؤثر في الجمهور تأثيرًا ليس إلى إنكاره من سبيل.
وقديمًا كانت الأزجال والأشعار والمواليا تقوم بمهمة الإعلان عن السلع خير قيام، والأدب العربيّ حافل بأمثلة شتَّى من هذا القبيل، وحسبنا هنا أن نشير إلى بائع الخُمُر -بضم الخاء- جمع خمار، وهو ما تستر به المرأة رأسها ورقبتها وصدرها، فقد قيل: إن تاجرًا من تجار هذه الخُمُر
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 549