نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 94
"صحافتنا بين الأمس واليوم"[1] بعد ذلك ما يلي:
"في ذلك الوقت الذي اشتعل فيه الغرام بين السياسيِّ العجوز, والشابة النمسوية, مر المرحوم الأستاذ "جبرائيل تقلا" بقرية من القرى، وأراد أن يبقى فيها ليلة واحدة، وبينما هو يسجل اسمه في دفتر الفندق, لاحظ صاحبه أنه كتب أمام جنسيته أنه مصريّ، فأخبرنا أن بين نزلاء الفندق مصريًّا آخر كبيرًا, اسمه: توفيق نسيم، وأن هذا السياسيّ الكبير, سيتزوج من ابنته، وأحس الأستاذ جبرائيل تقلا بأنه وقع على نبأ هام، نبأ لا بد أن يحدث دويًّا في مصر، وأمسك الأستاذ تقلا بالورقة التي سجل عليها اسمه فشطب ليلةً واحدةً، وكتب: عدة ليالٍ، فقد شعر بأن مكانه -كصحفيّ- هذا الفندق, حيث تولد قصة صحفية ضخمة، وبالفعل كانت القصة من الضخامة بحيث شغلت قراء الأهرام عدة أشهر.
وقد أصبح من المعتاد أن نرى في كل وزارة من الوزارات, أو مصلحة من المصالح الحكومية, وغير الحكومية, قسمًا يقال له: "إدارة الشئون العامة، أو "مكتب الصحافة"، ومن هذه الأقسام يستقي المخبرون الصحفيون أخبارهم في أغلب الأحيان، وفي استطاعة المخبر اللبق أن يحصل على أخبار الوزارات بطرقٍ فيها شيء من الخفاء، كأن يحصل عليها من طريق السعاة, وصغار الموظفين، وبذلك يصل إلى الأخبار التي تبالغ بعض الوزارات والمصالح في إخفائها، ولكن يشترط في هذا الخفاء ألَّا يصل بالمخبر الصحفيِّ إلى حد الإخلال بالشرف، أو ارتكاب جريمة السرقة, أو غيرها من الأساليب التي تعافها الصحافة الشريفة النزيهة، كما سبق أن أشرنا إلى ذلك في المقدمة.
ويعود المخبرون إلى الصحيفة, ويقضي كل منهم وقتًا في كتابة أخباره، وفي ركن من الورقة يكتب اسمه, ومصدر النبأ الذي أتى به، ويحسن به [1] انظر الكتاب ص157.
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 94