responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 133
وحينما نقلب النظر في تأمل مع ما ذكرناه من شعره ستقف على هذه الخصائص الفنية للألفاظ والأساليب، ولا يمنع هذا من وضع اليد والحس عليها هنا من خلال هذه الأبيات لنؤكد ما سبق ولنشخص المعالم بالتحليل والنقد، يقول السنوسي في الطبيعة:
يا ربا لج بي هواها فما ينفك ... نشوان من هوى ملحاح
كم ترشفت من جمال لياليك ... فتونًا من الصبا والمراح
وتنشقت من جلال مجاليك ... فنونًا من الشذى الفواح
في الدجى والنجوم تغزل أحلام ... العذارى على صدور البطاح
والضحى والغيوم ترسم في الوادي ... ظلالًا ندية الأدواح
والنسيم النشوان يحتضن الزهر ... رقيقًا كطيبة الفلاح
الذي قلبه أرق من الطل ... وأصفى من الزلال القراح
إلى قوله:
كلما ضني دجاك ورقت ... نفحات الصبا على الأدواح
وانتشى الكون بالعبير وراح السيل ... يختال في السهول الفساح
يغمر الأرض بالنعيم غزيرا ... ويهز القلوب بالأفراح
نعمت روحي الكئيبة بالصفح ... وصحت من الأسى والجراح1
ترى الجزالة والفخامة في الألفاظ، وفي موسيقى قوية تدخل الآذان بلا استئذان في: "نشوان - ترشفت - فنونًا - الصبا والمراح - جلال مجاليك - الشذى الفواح - أحلام العذارى - صدور البطاح - ندية الأدواح - النسيم النشوان - الزلال القراح - إلى آخره من الألفاظ".
وكذلك التراكيب محكمة رصينة، والأساليب قوية متماسكة فلا ترى فيها قلقًا ولا اضطرابًا ولا ضعفًا ولا تهتكًا، ولا لحنًا وسوقية، فالنجوم تغزل أحلام العذارى على صدور البطاح، والضحى والغيوم ترسم في الوادي ظلالًا ندية الأدواح، وهكذا وهكذا.
أما صور الخيال التقليدية في هذا النص فناهيك عنها، إنها تطل برأسها في كل بيت، فالصور القديمة نراها في "يا ربا لج هواها" - ترشفت من جمال لياليك" - فنونًا من الصبا والمراح" "تنشقت من جلال مجاليك فنونًا من الشذى الفواح"، "تغزل أحلام العذارى على صدور البطاح"، "ترسم في الوادي ظلالًا ندية الأدواح"، "والنسيم النشوان

1 الأغاريد: 23، 24.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست