responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 184
والقصيدة طويلة جدًّا اقتصرت على بعض أبيات في المطلع والوسط والخاتمة، ومن خلالها يصور الشاعر أمجاد الإسلام وبطولاته وتشريعاته وحضارته، ثم بحث على الجهاد ومواصلة الكفاح للحفاظ على تراثه المجيد وحضارته العريقة، وعلى تحرير الأرض المغتصبة، والمسجد الأقصى، وغيرها من المعاني والخواطر التي دارت حول الغرض منها بلا مقدمات غزلية، وبلا خروج عن موضوع الغرض العام، وهو "مؤتمر الحج" الذي فجر تجربة الشاعر الشعورية بهذه الخواطر المختلفة، والتي تتآخَّى جوانبه ومشاعره فيه، وتتلاحم هذه المعاني الكثيرة مع ما يوحي به مؤتمر الحجيج؛ لأن موضوع عام تدخل فيه هذه الجوانب كلها، ولم يقتصر الشاعر على جزئية واحدة فقط؛ لأنه يناشد مؤتمر الحجيج من جميع بقاع العالم الإسلامي، وهذه الجوانب تتناسب معه، ولا تخرج عن موضوعه.
واستجاب الوزن والقافية فيها للمعاني والأفكار التي تلاحمت مع الغرض؛ لأن مظاهر تأثر زاهر بقصيدة "المولد النبوي الشريف" لأمير الشعراء واضحة في هذه الجوانب، ولذلك انسابت أفكاره ومعانيه مع الوزن والقافية انسياب الماء الزلال بلا تكلف أو تعمل، ولكن في ثورة شاعرية متدفقة في انثيال الألفاظ ومطاوعة الأساليب، لتصويره الأدبي الرائع الذي يتسارع إلى الذهن فلا يتعثر في الفهم، وتنفتح منافذ العقل والقلب معًا، بل استجابة القارئ لشعره تسير مع القراءة أو السماع جنبًا إلى جنب، وانظر كيف انسابت بعض الأفكار والمعاني والأبيات لشوقي في قصيدة الشاعر زاهر بلا استذان كما في قوله:
فبالإقدام نبني كل مجد ... وشوقي حين أنشد قد أصابا
وما استعصى على قوم منال ... إذا الأقدام كان لهم ركابا
وليس معنى ذلك أنه قد عارض شوقيًّا في كل المعاني والأفكار والصور، ولكنه بلا شك قد ظهرت شخصيته في معانٍ كثيرة اقتضاها الغرض؛ لأن قصيدة شوقي في المولد النبوي الشريف، وقصيدة زاهر في موضوع آخر يختلف عن غرض الشاعر، وهما يفترقان في معان وصور كثيرة.
وشاعرنا يتأثر بأمير الشعراء في بعض المعاني والصور، بالإضافة إلى الإيقاع الموسيقي والوزن، أما التأثر بكلمات القافية فهذا أمر طبيعي ما دام البحر واحدًا والروي واحدًا.
ونرى الشاعر في هذه القصيدة تسيطر عليه بعض الألفاظ النثرية الخطابية، مثل لفظ "قد"، فقد كررها ما يقرب من عشرين مرة، وليس هذا من حقل الألفاظ الشعرية؛ لأن للشعر ألفاظه وللنثر ألفاظه، واستعمالها مع الفعل الماضي هنا يجمد الحدث في التصوير ليحقق الوقوع في الماضي بلا استمرار وتجدد، وهذا لا يتناسب مع الحيوية والحركة التي هي من عناصر الصورة الشعرية، وإلَّا تجمدت وتحجَّرت، واستعمال الفعل الماضي وحده من غير قد في الشعر لا يلتزم

نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست