responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 187
يا قوم نادوا شعوبًا عمها وهن ... أن ليس هذا من الأخلاق والشيم
أيدي الكريم إذا الباغي ألمَّ بها ... تفتر أسيافها مخضوبة بدم
تأبى الأشاوس أن ترتاد ساحتها ... وأن تلين لزحف غاصب عرم
فأيقظوا الوعي من كابوس غفلته ... بزاجر من ذرى الأمجاد محتدم
إن المبادئ والأخلاق سنتها ... تبني الشعوب وترعى حرمة الأمم
وهاتان القصيدتان يجمعهما موضوع واحد وغرض واحد، تحت عنوان: "وحدة العرب"، وتكاد الأبيات فيهما تتفق لفظًا ومعنًى وأسلوبًا وتصويرًا وخيالًا وهدفًا ووزنًا وقافية، وبعض الأبيات متفقة تمامًا في القصيدتين، وبعضها مختلف في بعض الألفاظ دون المعنى.
والقصيدة في الديوان الثاني زادت عنها أبياتًا في الديوان الأول، وهذا واضح من خلال القصيدتين لو أعدنا النظر مرة ومرة، وهذا ما قصدته من ذكر بعضهما معًا من باب الموازنة والمقارنة، ولعل الشاعر يقصد من وراء ذلك تخصيص الديوان الثاني "على درب الجهاد" بالشعر الذي يتصل بالجهاد، ولذلك جاء بها هنا لتناسبها مع اتجاه الديوان.
ويضاف إلى ذلك أنَّ القصيدة الثانية زادت قليلًا من الأبيات عن الأولى، وتبدلت فيها بعض الألفاظ والصور، ولا شك أنَّ التغيير كان أقوى وأدق في الغالب، وتأمَّل معي المطلع في القصيدتين، فالتعبير بقوله: "من دوحة المجد" أقوى في الغرض والتصوير الأدبي من قوله الأول: "من معهد العلم"، فدوحة المجد أنسب وأعمّ وأقوى إيقاعًا وأخف على اللسان بسبب اجتماع "العين والهاء"، وهي حروف ثقيلة إذا اجتمعت تخل بجمال الإيقاع، وتحدث قلقًا في أصواتها واضطرابًا، مما يؤثر في جمال الصورة وينزل من قدرها، وهكذا كان يقصد الشاعر من التغيير والتكرار، فيسمو بالتصوير الشعري كما رأيناه، ومثل ذلك التغيير في "وعلة القوم" فبدلها بقوله: "وفتنة القوم"، وقوله: "عاثها دول" مع قوله: "عمها وهن"، وقوله: "ما دامت حناجرهم" أقوى من قوله: "ما دامت أكفهموا" وغيرها.
وهكذا يمضي الشاعر في قصائد كثيرة من الشعر الإسلامي الذي يقوم على غرض واحد فقط في القصيدة الواحدة، وتلك سمة من سمات هذا الغرض الأدبي عند الشاعر.
ومن خصائص هذا الغرض أنَّ الشاعر قد يزاوج في القصيدة بين غرضين فيجمع بين مقدمة غزلية عفيفة، وبين الغرض الأساسي في الشعر الإسلامي وخاصة في ديوانه "الثاني"، ثم ينساب منها في رفق وبراعة إلى الغرض الأساسي، فلا فجوة أو تناقض أو ابتذال وإسفاف، بل قد لا يدرك القارئ الفاصل بين المقدمة والغرض إلا بعد روية وتأمل؛ لانسجام الغزل العفيف مع المعاني التي يشتمل عليها الغرض.

نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست