responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 189
إني عشقت من النفوس أبيها ... من كانت الأخلاق خير صفاتها
فأجبتها: نفسي الأبية في الهوى ... تفديك قد أججت من زفراتها.
وتنهدت أعماق روحي لوعة ... وسرى الجوي والشوق في جنباتها.
لولا ارتباعي من مغبات الهوى ... لقطعت زهر الورد من جنباتها
ولسرت أمتاح الرياض وأجتلي ... منها رضاب الشهد من زهراتها
لكن أطيافي وإن جنحت بها ... فتن الجمال تعف عن زلاتها
وتتوق أشواق إلى سنن الهدى ... فمشاعر الإلهام في رحباتها1
أرأيت هذا الغزل العفيف الطاهر، لا يجرح مشاعر مسلم، ولا يخدش بكرامة مسلمة، وإنما هو تنفيس بشري عن غريزة الحب التي غرسها الله تعالى في الإنسان غريزة، تنساق مع طبيعته البشرية، وما أجمل أن يعبر عنها الإنسان في لفظ عفِّ، وتصوير بريء وأسلوب طاهر على غرار هذا التصوير الغزلي البري، الذي يعبر بصدق عن تلك الفطرة الإنسانية، في إطار الخلق الإسلامي وأدب القرآن الكريم.
والحب العفيف في جوهره جانب إنساني روحي، يسمو به الإنسان إذا صوره ظلال خلق الإسلام، لينتقل الشاعر في تسلل وانسياب إلى جانب روحي وبنا، نفسي آخر، وهو الحديث عن شريعة الإسلام، وأخلاقه في بناء المسلمين.
ثم أرأيت الخيط الرفيع في البيتين الأخيرين، الذي شد به المقدمة الغزية إلى الغرض، إن القارئ لا يفجع بهذا الربط، وإنما يتأمَّل فيه، ويدقق النظر، حتى يعثر على ما دق من أدوات الربط الدقيقة في مهارة، ويستمر الشاعر في التصريح المباشر بالغرض الأساسي بعد الوحي والتلميح من أول هذه الأبيات2:
تمتد آفاقي وترقى همتي ... سبل الجهاد أخوض في غمراتها
ويشد حب النبي محمد ... من شاد بالسمحاء مجد دعاتها
يا من حملت أبر قلب في الورى ... وأعز نفس جانبت شهواتها
تهفو إليك قصائدي ومشاعري ... في ظل هديك واصلت رحلاتها
فلقد نشأت على سلامة فطرة ... وصفاء نفس في عظيم صفاتها
ولقد أويت إلى حراء وكنت في ... غسق الدجى نورًا يضيء جهاتها
فأتاك جبريل الأمين ولم تكن ... من قبل تتلو أو ترى قبساتها

1 على درب الجهاد: 28/ 32.
2 على درب الجهاد: 33/ 37.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست